سامي النصف

العرب آخر الهنود الحمر

يذكر الكاتب الشهير صموئيل هنتغتون في كتابه الرائع الاخير ان الهنود الحمر كانوا «الاعداء المثاليين» ابان الايام الاولى لخلق الدولة الاميركية كونهم كانوا شديدي العداء وشديدي الضعف في الوقت ذاته وهو ما تسبب باراحة ضمير من تسبب بإبادتهم في وقت لاحق.

وضع العرب ومعهم بعض المسلمين هذه الايام لا يختلف كثيرا عن وضع الهنود الحمر السابق فهم شديدو العداء والايذاء وشديدو الضعف في الوقت ذاته، وقد اضافوا لتلك الظواهر امورا سالبة اخرى، فهم كذلك شديدو الانفعال وشديدو السذاجة ـ اذا لم نقل الغباء ـ مما يسهل عملية نصب الشراك لهم وشديدو النسيان مما يجعلهم يلدغون من نفس الجحر.

عشرات المرات! والعرب شديدو الاندفاع في تقديس القيادات ومنحهم درجة العصمة من الخطأ واضفاء صفة البطولة على من لا يستحقها، كما انهم مبتلون بشدة الضعف في القدرة على تحليل الاحداث الهامة واستخلاص النتائج الصحيحة منها ولديهم عشق شديد للسير خلف راعي المزمار الى حافة الهاوية، ثم السقوط منها.

وللمعلومة فعندما أتحدث عن العرب فانني اشمل الاشقاء الايرانيين معهم كوننا من طينة «ساذجة» واحدة فمن ينصب شركا لعربي يفاجأ بسقوط ايراني معه ومن يرم حجرا على ايراني يسعد بسقوط عربي كهدية معه، على نهج ان الطيور على اشكالها تقع وان الحجر في منطقتنا يصطاد عصفورين في الوقت ذاته.. على الاقل!
 
ان انقراض العرب والايرانيين معهم لا يمكن الا ان يمر عبر بوابة قيادة الجماهير لتقديس قيادات كوارثية امثال الخالد عبدالناصر والاوحد عبدالكريم قاسم والفدائي ياسر عرفات والمؤمن صدام حسين والمضحي اسامة بن لادن والملهم حسن نصرالله والذري احمدي نجاد والانقلابي معمر القذافي الذي اطل علينا ليلة الامس في خطاب اخضر قال فيه للجمهور المصفق ان «الانقلابات العسكرية» عملية لا يقوم بها الا غير الشرفاء وفيها خيانة للانظمة والشعوب من قبل من ائتمنوا على السلاح لحماية الحدود فاستغلوها للانقلاب الداخلي والقمع والاثراء الشخصي للنفس والابناء على حساب اجاعة الامة.. ولا حول ولا قوة الا بالله.

آخر محطة:
 
انعكاسا للواقع القائم الذي يشير الى اقتراب انقراض اوطان العرب العاربة والمستعربة، أقترح ان نستبدل الالقاب التاريخية للقيادات السابقة بـ «السحابة الحمراء المدمرة» و«الغراب المحلق» و«الثور الجالس» و«البوم المغرد» واخيرا.. «الغوريلا المجنونة».!!