سامي النصف

التحية بأحسن منها

الكلمة الطيبة بحق الكويت التي قالها السيد حسن نصرالله ضمن المهرجان الخطابي الحاشد في قلب بيروت تستحق الرد عليها بمثلها، فواضح أن حجم الحشود التي حضرت يظهر بصورة جلية ان حزب الله وأمينه العام رقم صعب في لبنان لا يمكن تجاهله أو القفز على امكاناته وقدراته.

ومن الأمور التي قالها السيد نصرالله واكدتها الافعال قبل الاقوال رفضه للعب بورقة الطائفية أو الفئوية أو استخدام سلاح الحزب لحل تباينات الداخل وهو أمر له ان يتواصل عبر مد يد التعاون مع الحكومة الممثل بها حزب الله والتي استطاعت أن تتحرك بفاعلية خلال الحرب وأكسبت لبنان تعاطف العالم.

وكان جميلا وموفقا زيارة الوفد الشعبي الكويتي بقيادة الاخوين جواد بوخمسين ود.يوسف الزلزلة الى لبنان للتهنئة بالانتصار واظهار تعاطف الشعب الكويتي بأكمله مع أشقاء الروح في لبنان الأخضر.

ان احسن ما يمكن للكويت ودول الخليج وايران عمله في لبنان هو الحرص الشديد على توحيد وتقريب وجهات نظر اللبنانيين كافة في مرحلة ما بعد الحرب وحثهم على الاتفاق على برنامج عمل وطني موحد يصفي وينقي ما في النفوس ويوقف التوترات السياسية والأمنية التي باتت تهدد لبنان بالعودة لعهود التناحر والتقاتل المظلمة.

ولم يعد يحتمل الشعب اللبناني الشقيق المزيد من عمليات الشقاق والافتراق التي سادت الحياة السياسية اللبنانية منذ عهد الاستقلال حتى اليوم، وقد حان الأوان لدفن تلك التباينات السياسية لحساب العمل الاقتصادي الفاعل المشترك الذي يحيل لبنان الى ورشة عمل تبني ما هدم وتحيله الى إحدى جنات الله في أرضه ولبنان مؤهل بشماله وجنوبه وجباله وسهوله لأن يتحول الى تلك الجنة الموعودة التي طال انتظارها.

آخر محطة:

مقال السيد علي المتروك يوم السبت الماضي في الزميلة الوطن ينضح بالحكمة وينبض بحب لبنان ويرسم ضمن المقال خارطة طريق للبنان الجديد، بوركت يابويوسف.