محمد الوشيحي

مقالب عساكر

هناك خرير في مصر، أو في بعض مؤسساتها، بدءاً من البايب الرئيسي إلى أصغر حنفية.. كل يومين ينتشر تسريب للعسكر، ويبدو أن الانقلاب يحتاج إلى تغيير الحفاظة. متابعة قراءة مقالب عساكر

محمد الوشيحي

دولة المواسير الأبية

الوصفة سهلة و«هايلة»، كما غنى سيد مكاوي.. اذهب إلى أحد السجون، واتجه مباشرة إلى عنبر القتلة، واختر واحداً من أعتى القتلة والسفاحين، واحرص على ألا يقع اختيارك على أحد المدانين بالقتل الخطأ، ركز على القتلة المدانين بالسطو المسلح، كي تحصل على «لص قاتل» في اختيار واحد. متابعة قراءة دولة المواسير الأبية

محمد الوشيحي

بيت شمة

طالعتنا الصحف بالأمس بقضية القناة الفضائية الجزيرة للأطفال وتحت عنوان تشكيل لجنة من المحكمة للنظر في قضية اتهام المدير العام للقناة وزوجته و7 من المسؤولين فيها بتهمة تبديد المال العام والبالغ 3 ملايين نتيجة لسوء الإدارة ! متابعة قراءة بيت شمة

محمد الوشيحي

هذرلوجيا

اقتحمتُ غرفته دون أن أطرق الباب، بدفاشتي المعتادة. أدرتُ مفاتيح الأضواء كلها، وصرخت فيه كما يصرخ ضباط طابور الميدان بنبرة جافة: «انهض»، فاستيقظَ المسكين بتأفف وكسل، ثم تمتم وهو يحمي عينيه بكفّه من نور الإضاءة: «يالله صباح خير، عسى ما شر؟»، فواصلت صراخي: «طالت فترة نومك، وحان وقت الكتابة»، فواصل تمتمته المتذمّرة: «يا أخي مَن منعك من الكتابة؟»، فنزعت بطانيته وألقيتها هناك، وقلتُ وأنا أرفع رأسه من على مخدته: «أحتاج إليك. لا أريد أن تكون مقالاتي مثل الدخان الملون الذي تنفثه الطائرات الاستعراضية، وسرعان ما يتلاشى»، فسخرَ: «إذاً تريد أن تنفث مقالاتك بدلاً من الدخان الملون صواريخ مدمّرة»، قلت وأنا أفتح شبابيك غرفته: «وقنابل نووية إن أمكن»… فنهض خيالي المرهق، وراح يعيد ترتيب شعره المنفوش ويردد جملة الفاكهاني المصري: «يا فتّاح يا عليم يا رزاق يا كريم». متابعة قراءة هذرلوجيا

محمد الوشيحي

صدقت أيها اليهودي…

أسوأ الأساتذة الجامعيين حظاً، هو من قام بالتدريس في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حيث الأيديولوجيات تلتهب، وحيث تفوح دماء الشبان اليساريين والقوميين، وحيث نجومية عبدالناصر ونهجه، وحيث الصراع العربي الإسرائيلي، ووو… متابعة قراءة صدقت أيها اليهودي…

محمد الوشيحي

حتة وحدة

أنا من قوم ولدوا وفي أفواههم ملاعق من الشجب والاستنكار. يعالجون مشاكلهم بالشجب، ولا يفعلون ما يمنع وقوعها. ويتصدون لنوائبهم بالاستنكار، وإن تكررت كرروا معها استنكارهم، والعين بالعين، والسن بالسن.
والله يذكره بالخير طبيب “العيادة” في الكلية العسكرية في مصر. هي لم تكن عيادة، ولا حتى من فصيلة العيادات، كانت غرفة معتمة، فيها طاولة عليها نوعان من الأدوية؛ بانادول ومرهم، وكان الله غفوراً رحيماً. ولن يفلت مرض من هذين العلاجين السحريين. متابعة قراءة حتة وحدة

محمد الوشيحي

حزب أم بجاد

آخر ماكنت أتوقعه، منذ قدمت استقالتي من الجيش وشرعت أكتب في الصحافة، أن يتم تصنيفي في خانة السياسيين. وأكون كذاباً أشِر، أو كذاباً فشر، على رأي حارس عمارة مصري، إن قلت إنني قرأت الكثير من الكتب السياسية كي أكتب عن السياسة. مجموع ما قرأته من الكتب السياسية لا يتجاوز العشرين كتاباً، أو الثلاثين، في أحسن الأحوال وأطيب الأجواء. بينما قرأت ما لا يحصى من كتب التاريخ والأدب والفن والروايات والسير وحياة الشعوب ووو…
هكذا “غمّض فتّح” وجدت نفسي أكتب عن البرلمان والحكومة والفساد والرشى والتسيب والتخلف وكل ما يجلب القضايا والبلايا والرزايا، ووجدت نفسي أقدم برنامجاً تلفزيونياً عن البرلمان والانتخابات والحكومة والمشاريع والمناقصات وموقعنا في التصنيفات العالمية ووو… متابعة قراءة حزب أم بجاد

محمد الوشيحي

عايض الوشيحي

هو والدي عايض بن حسين بن عايض الوشيحي رحمه الله. رجل تسلل خلسة من فصيلة السباع إلى فصيلة البشر. كان هو السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، ومصدر السلطات جميعاً. وكنت وإخوتي وأقرباؤنا وجيراننا ومعارفنا نمثل الشعب.
وسيستأنس برأيك: “بما أن المرحلة المتوسطة في عطلة مدرسية، ما رأيك لو نذهب إلى مكة اليوم؟ أو غداً إن أردت؟”، فتجيبه بعد أن تشبك أصابع كفيك كما يفعل رؤساء البنوك: “الحقيقة… غداً أفضل طال عمرك”، فتحل الطامة، ويزأر في وجهك: “شيطانك هو الذي أجابني نيابة عنك يا ضعيف الدين”! ثم يلحقها بزأرة أخرى بعد أن يرتكز حاجباه كرمحين: “قم شغل السيارة يا رخمة”، فتتحول في لحظة من رئيس بنك يشبك أصابع كفيه، إلى لص مواسير ضبط متلبساً. متابعة قراءة عايض الوشيحي

محمد الوشيحي

الصاجة

تكتب رأياً سياسياً، أو رأياً في الشأن المحلي، لا يتجاوز حدود القانون، كما ترى أنت وغيرك، فتشتكي عليك الحكومة، فتصدر النيابة أمراً بحجزك على ذمة التحقيق، فتُحال إلى قاضي التجديد، فيأمر بالإفراج عنك، في غالب الأحيان.
لن أتحدث عن الشق القانوني، ولا عن النيابة والمحكمة، فهذه قصص تطول. بل سأتحدث عن “شقفة” لا تكاد تُرى بالعين المجردة، لكن تأثيرها يفوق تأثير سواها.
أتحدث عن بعض العساكر المسؤولين عن السجون، وعن بعض الضباط (أرجو أن تقرأ الجملة من جديد، كما فعلت أنا، لتتأكد من أنني ذكرت كلمة “بعض” مرتين، وإن طلبتَ مني أكثر فسأعطيك. تدلل). متابعة قراءة الصاجة

محمد الوشيحي

جميلك لن أنساه

هل سبق أن رأيتم خنزيراً يأمر خنزيراً آخر بشتم خصومه، والتركيز في الشتم على أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم وأعراضهم، والافتراء عليهم، وتشويه سمعتهم زوراً؟ الجواب: لا… طيب ليش؟ لأن للخنزير كرامة أكبر وأعلى وأرقى من كرامة بعض من يدعي أنه بشر، ثم يأتمر بأمر أسياده لشتم أمهات الآخرين والطعن في أعراضهم.
ويخرج أمامنا على الشاشة ببذلة أنيقة، وربطة عنق فاخرة، واستوديو فخم وضخم، في ساعات الذروة، وفي فضائية من أقرب الفضائيات للنظام وأغلاها عنده، فتظن أنك ستشاهد عرضاً لأفكار وحجج، وتقارير لدراسات مهنية راقية، يتخللها بعض السخرية المقبولة، والإفيهات الخفيفة، ووو… متابعة قراءة جميلك لن أنساه