في البداية دعونا نتعرف على معنى كلمة
( غبى ) في ( قاموس المعجم الوسيط ) غبِيَ / غبِيَ على / غبِيَ عن /
غبِيَ من يَغبَى ، اغْبَ ، غَبَاءً وغَبَاوةً ، فهو غَبِيٌّ والجمع : أَغبياءُ .
غَبِيَ الدَّرْسَ : جَهِلَهُ ، لَمْ يَسْتَوْعِبْهُ
غَبِيَ الْحَلُّ عَنِ الطَّالِبِ : خَفِيَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَعْرِفْهُ
غبِي الولدُ : ضعُف عقلُه تلميذٌ غَبِيّ
لا يَغْبَى عليَّ ما فَعَلْتَ : لا يخفى
وادخُلْ في الناس فإِنه أَغبَى لك : أَخفى
«أنت غبي» «أنت غبي»
عبارة قاتلة تطلقها ألسن الوالدين والمعلمين دون أن يلقوا بالاً لآثارها السلبية على الأبناء والطلاب .
عبارة تتردد كثيراً في بيوتنا ومدارسنا، وتنطلق من ألسنة أقرب الناس للطفل ( والداه أو معلميه ) والذين يمثلون القدوة والشخصية المؤثرة في حياة الطفل .
وقد تقال دون وعى بآثارها السلبية التي ستقع على الأبناء، والتي قد تكون سبباً لانحرافهم أو فشلهم في حياتهم وقلة ثقتهم بأنفسهم، بل حتى قد تكون سبباً لأمراضهم النفسية .
وهي في النهاية رسالة سلبية تتراكم بتكرارها على مسامع الأبناء حتى ترسخ في ذاكرة الطفل ويصبح من الصعب محوها عبر الزمن لأنها تُشكل نظرة الطفل عن نفسه.
يقول الدكتور Edwin Low مدير معهد التكنولوجيا السنغافوري( ITE ) في حديثه معنا :
(( أنا فخورُ لوجودى في هذا المعهد لأن الطلاب ضعيفي المستوى في المرحلة الثانوية أو مانسميهم لدينا ( طلبة المسار الثالث ) يأتون لى وأنا وزملائي نصنع منهم أناساً مفيدين لبلادي ، بل للعالم لأن الشركات العالمية تحرص على استقطابهم ، بل أن منهم من أكمل دراساته العليا وهو الآن من ضمن طاقم التدريس في هذا المعهد .
في سنغافوره الطلاب الذين نصفهم بالغباء لدينا هم من يحق لهم أن يلتحقوا بمعهد التكنولوجيا السنغافوري الذي يصنف في المسار الثالث دراسياً ، بعد مسار المتفوقين والأقل تفوقاً .
فماذا صنع من نسميهم أغبياء هناك ؟؟
تمثيلاً وليس حصراً :
– قاموا بصنع نموذج مماثل لسيارة فيراري الشركة الأبرز في سيارات السباق على مستوى العالم ، وهذا ماسبب أرقاً كبيراً لشركة فيراري التي قامت بزيارة للمعهد ومنح مكافاءة توازي قيمتها ثلاثون ألف ريال سعودي لكل طالب شارك في هذا المشروع .
بل إن الشركة فتحت لطلاب المعهد التوظيف المباشر لمدة خمس سنوات في مختلف فروع الشركة خوفاً من وجود منافسٍ لها في السوق.
-افتتحت شركة مرسيدس وشركة فولكس واجن وتويوتا وشركات التجميل الفرنسية فروعاً لها للتدريب في هذا المعهد واستقطبت طلابه ووقعت عقوداً مع الطلاب للعمل لديها بعد التخرج .
-عدد كبير من المصانع افتتحت فروعاً لها في هذا المعهد للحصول على الأيدي الماهرة بشكل سريع دون الاضطرار إلى تدريبهم .
– أقفل المعهد قسم الالكترونيات لديه بسبب الاكتفاء الذاتي لدى سوق العمل من العماله الماهره في هذا المجال .
– طلاب المعهد يتخرجون وفقاً لاحتياجات سوق العمل فهم لايخرجون طالباً لايجد وظيفته عند التخرج .
– طلاب المعهد يقومون بصناعة الشاشات الثلاثية الأبعاد التي يتباهى بها مصنعو أجهزة شاشات البلازما حالياً في اعلاناتهم التلفزيونيه بكل حرفيه .
– طلابهم يُدرْبُون على مايحتاجه سوق العمل في مجال الفندقه والمطاعم بكل حرفيه كون السياحة أحد موارد الدخل القومي للبلد ، حيث جُهز المعهد ب ٢٢٠ غرفه فندقيه متكامله لتقديم الخدمه .
ويمكن لأولياء أمور الطلاب قضاء ليله مجانية في هذه القسم الفندقيه ومن يخدمهم أبنهم أو ابنتهم الملتحقين بهذا المعهد حتى يشعر بالفخر بمهنته وسط تشجيع والديه ( ما أروعه من فكر خلّاق ).
( يقول الدكتور Edwin Low )
كى تكون لاعباً مؤثراً في عالمك ، لابد أن تزرع الثقة بجنودك ، ثم ترسخ القيم التي
يؤمنون بها وأولها ( بلادي أولاً) ثم ( أنا قادر ) ثم توفر لهم كل فرص النجاح ، مهما كانت قدراتهم ، لأنهم يملكون القابلية للتطوير )
– ما أروع مايفعلون
إنها ثقافة الاستثمار في العقل البشري.
إنها ثقافة إدارة المعرفة ومسايرة سوق العمل .
إنها ثقافة صناعة التحدى وقطف ثمرة الإنجاز .
– هاهم أغبياء سنغافوره يبهرون العالم
فى الوقت الذى لم يجد فيه المتفوقون لدينا القليل مما توفر لأغبياء سنغافوره ، والسبب استراتجياتنا وخططنا السقيمة التى ترتبط بالمسؤول ثم تموت بتنحيه عن منصة القيادة .
لدينا المال ، لدينا الامكانيات ، ولكن العقول التي تصنع هذا التغيير مهملة ولم تجد الفرصة للتحليق وكتابة عبارة ( هاهم أغبياء بلدي )
إن صحت العباره.
خبير التدريب / مبارك ظاهر الظفيري
الاستاذ الفاضل/مبارك الظفيري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أدعو الله أن يبارك بقلمك…
وجزاك الله خير على المقال الرائع والافكار الابداعية المميزة…
وأسأل الله أن تجد رسالتك طريقها للمسئولين في عالمنا العربي للعمل بها…