التمثيل الخليجي في كامب ديفيد متذبذب وغير مرضي للولايات المتحدة وهي رسالة خليجية للأمريكان بعدم الرضا على الإتفاق الأخير مع إيران حول برنامجها النووي ، وإن المليارات التي أعطت للأمريكان في السابق حول التسليح الخليجي لم يكن سوى ترضية وورقة ضغط على الأمريكيين لعدم قبول التسوية والرضوخ للنووي الإيراني .
الدعوة للإتحاد الأوروبي بقيادة فرنسا وحضور الرئيس الفرنسي للرياض لتوقيع الإتفاقية العسكرية بالمليارات الخليجية لشراء أسلحة فرنسية ، هي رسالة واضحة وشديدة اللهجة للولايات المتحدة أن دول الخليج بإستطاعتها تغير مصالحها متى ما شاءت دون الرضوخ للأمريكان والإيرانيين .
هناك مسألة معقدة جدا من ناحية التسليح الخليجي والنووي الإيراني ، وهو أن مهما تسلحت دول الخليج فلن يكون بإستطاعتها مواجهة الدولة النووية ، وهذه المسألة تقلق القادة الخليجيين وقد تأخرنا فيها كثيرا ، وارتضينا بمعاهدة السلام مع الشيطان الأمريكي الذي يعلم جيدا أن لا صديق دائم ولا عدو دائم لديها ، وتجمعهم فقط المصالح على حساب الآخرين .
كان علينا نحن في الخليج أن نتطور في فكرنا ونأخذ من الجارة في الشرق هذا المفاعل عن طريق معرفة ما يفكرون به وبما ينفقون أموالهم عليه ، لا أن نتسلح بأسلحة بالمليارات دون القدرة على مواجهة هذه القنبلة التي لن تستطيع المليارات وكل الأسلحة المتطورة بمواجهتها .
الإسرائليين قبل 50 عاماً لم ينفقوا المليارات على أسلحة غبية لا تجدي نفعا لهم ، بل اختصروا الطريق إلى القنبلة النووية لردع العرب من مواجهتها ، ومن ثم الرضوخ والقبول بالسلام الكاذب معها .
الإنفاق المستمر على القصور الفارهه والسيارات المصفحة والعسكره والإفداوية ، كان في عصر الجاهلية ، أما الدول المتقدمة في العالم الحديث إقتصرت طريقها بصنع هذا البلاء والطاغوت القاتل بما يسمى القنبلة النووية ، لمعرفتهم أن هذا العصر هو عصر القوة والهيمنة ، وليس عصر الطائرات والمدافع البلاستيكية .
إن لم نرسخ كل طاقاتنا وشبابنا وعلمائنا وأموالنا أيضاً وبالسرعة الممكنة لعمل مفاعل نووي خليجي متحد ، لن يكون لنا بقاء على هذه الأرض أمام المحور الثلاثي النووي من حولنا وهو إيران وإسرائيل وباكستان ، فنحن لسنا سوى دميه ضعيفة يتكالب عليها الكبار لنزف أموالها لشراء الأسلحة الورقية وبناء القصور الفانية .. وشراء الذمم والولاءات الخنيعه .
والله المستعان ..