القربة المشقوقة

يقال والعهدة على من يقول «يخلق من الشبه أربعين» فقد تكون تلك المعلومة حقيقية ولكنني لم أشاهد أربعين شخصا يتشابهون لدرجة عدم التفريق بينهم باستثناء الكوريين وأجزم أن المقصود بالتشابه ليس الشكل وإنما تشابه الطباع.

ولكن حتى تشابه الطباع بين البشر ليس بالضرورة أن يكون مطابقا بينهم ولكنهم متطابقون مع شيء لا يمت للبشرية بأي صلة فجميع حبيبات الشعراء يتشابهن مع القمر والغزلان حسب ما يقولون في قصائدهم.

أما الرجال فإنني لا أريد أن اظلم نفسي وأجمعهم بشبه واحد وأقول إنهم كالطيور الحرة «الصقور» لأنهم كما قال العم عبد الحسين عبد الرضا فيهم من هو صقر حر وفيهم من هو صقر «خثل» ويبقى كل شخص هو أدرى بنفسه من أي الأنواع سيكون.

لقد أيقنت أن هناك شيئا مشتركا بين بعض الرجال والنساء ممن لا يعتمد عليهم ولن ينفع بهم شيء ويكون كل ما قلته فيهم أو دافعت عنهم فإنه ينطبق عليهم تطابق تام المقولة الشعبية «القربة مشقوقة» التي مهما حاولت أن تضع بها فإنها لن تحتفظ به ولو كان دم عيونك.

من المؤكد أن لدى كل شخص فيكم مئات «القرب المشققة» وليس أربعون فقط ولكنه لا يعلم كيف يتصرف بها، ونصيحتي لكم أن تهدوه هذا المقال وإن لم تستطيعوا فحينها أجعلوا من جلودهم طبولا وطيرانا ولا ترحموهم بالضرب عليهم.

أدام الله من كان عند هقوة الناس به ولا دام من كان قربة مشقوقة.