أيهم أكثر إفادة للإسلام؟!

أبدع الإعلامي أحمد الشقيري بالرد على من يستحل الدماء ويسيء للإسلام كلما أخطأ سفيه أو حاقد، مستشهدا بالآيات البينات وسيرة رسول الرحمة مع المستهزئين بالدين، والتي لا تظهر انه كان يرد على كل مستهزئ وساخر بقتله، والعجيب أن أحدا لم يسمع من بعض كبار المرجعيات الإسلامية باستشهادات وفتاوى مماثلة، فإن كانوا يعلمون بتلك الآيات البينات، الا انهم فضلوا الصمت، فتلك مصيبة، وان كانوا لا يعلمون فتلك مصيبة أكبر.

***

مع بداية التسعينيات سقطت وتفككت دولة علمانية كبرى وقوة نووية عظمى هي الاتحاد السوفييتي وكان بإمكان دعاة الإسلام في بلداننا وشباب الصحوة أن ينطلقوا من العاصمة الجميلة لجمهورية الشيشان «غروزني» لنشر الدعوة الاسلامية لدى شعب علماني هجر الدين منذ عقود، فأكبر الدول الاسلامية كإندونيسيا ونيجيريا لم تفتح بالحرب بل بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة، بدلا من ذلك الأمر انطلق شبابنا المتطرف ليحرضوا شعب الشيشان على الانفصال وبدء عمليات ارهابية في موسكو وغروزني نفرّت الروس من الاسلام ودمرت بلاد الشيشان، ويقوم هذه الأيام شبابهم بـ«رد الجميل» والمساهمة في حروبنا الأهلية التي تدمر بلداننا اضافة الى وقوف روسيا ضد الثورات التي قفز عليها أعداؤهم المتطرفون!

***

ويعرف عن الشعب الأميركي، القوة الكبرى الاخرى، ايمانه بالدين بشكل عام وسهولة تغيير عقيدته، وقد استخدم هذا الأمر على سبيل المثال في خلق الحركة المسيحية ـ الصهيونية، وبدلا من أن يقوم مهندس مدني فاحش الثراء يدعى أسامة بن لادن بخلق مبنى للاقتصاد الاسلامي مقابل مباني التجارة الدولية، واستخدام الطائرات المدنية للانتقال من ولاية الى ولاية لنشر الدعوة الاسلامية بشكل سلمي لدى شعب متعطش للروحانيات، قام بخطف الطائرات المدنية وتفجير المباني وقتل آلاف الابرياء، وكل تلك الجرائم باسم الاسلام.

واستمر مسلسل الإساءة للإسلام باسم الإسلام عبر تشجيع عشرات الأقليات المسلمة على التمرد والانفصال عن بلدانها مما خلق لهم دون غيرهم مشاكل مع الأديان والأعراق والطوائف الأخرى، والمحزن أن من حرضهم على أوطانهم من بيته الآمن هو من يذرف دموع التماسيح على مآسيهم، فليته لم يحرض ولم.. يبكِ!

***

آخر محطة: 1- لو أن بعض شيوخ الدين قاموا بدورهم في الموعظة والمجادلة بالتي هي احسن ولم يحرضوا ويؤججوا، ويصمتوا عن جرائم الإرهاب وعمليات «التكفير على الريحة» لما وصل حال المسلمين إلى ما هو عليه الآن.

2- لا يستطيع أعدى اعداء الاسلام ان يضروا به مثلما يضر به خوارج هذا العصر هذه الأيام.

3- من الأمور المرعبة التي كشفها الواقع المعيشي أن من يقوم بالقتل الجماعي وقطع رقاب المسلمين هم رجال وشباب كانوا حتى الأمس يعيشون بيننا فلما اتيحت لهم الفرصة كشروا عن انيابهم وسكاكينهم، السؤال هو كم عدد من لايزال منهم يعيش بيننا كجيران واصدقاء وزملاء عمل.. إلخ ينتظر الفرصة السانحة ولربما يقيس بنظراته الحانية.. طول أعناقنا؟! انظر حولك!