ليس هناك، علمياً، ما يمنع الإنسان من بلوغ المئة وتجاوزها حتى المئتين، ولكن لكل شيء ثمنه في نهاية الأمر، فالأمر يتطلب تضحيات. فبإمكاننا ألا نبالي ونعيش حياتنا كما نشتهي، ولو نتج عن ذلك قصر عمرنا. ولكن من يضمن ألا نصاب في أرذل العمر بمرض يجعل كل شيء حولنا جحيماً لا يطاق، فالمثل يقول يضحك كثيراً من يضحك أخيراً!
في عالم السيارات مثلاً، نجد ان أعمارها قد طالت في العقود الأخيرة، وأصبحت أكثر أمناً وصلابة وأقل ثمناً، كما نجح مصنعوها في تلافي ما بها من عيوب بالتعلم من أخطائهم. فالسيارات الأوروبية مثلا كانت تشكو من عدم كفاءة أجهزة تبريد الهواء فيها مقارنة بالأميركية، ولكنها اليوم لا تقل كفاءة عنها. بالتالي يمكن مع الوقت تحسين أداء أي جهاز وإطالة عمره، وجعله قريباً من الكمال، وهذا ما لا نجده لدى البشر الذين يشكون ربما منذ الأزل من مشاكل البروستاتا، وآلام أسفل الظهر وسرطان الثدي ومشاكل الرحم وغير ذلك. وحيث ان من الصعب، وليس من المستحيل بالطبع، تعديل مثل هذه الاختلالات بشكل سريع. بالتالي من الضروري البحث عن طرق اقل تعقيدا لإطالة العمر والعيش بطريقة أفضل. فعندما نتقدم في العمر يضعف القلب، وتتباطأ دقاته وتصعب مهمته، وهذا يؤدي الى الإصابة بمختلف الأمراض، وهنا نحتاج لبذل الجهد والخروج من الروتين اليومي وممارسة الرياضة وتحسين نظامنا الغذائي. ومع التقدم في السن تصاب العظام بالضمور وتقل كثافتها، وتصبح غير قادرة على تلبية كل الحركات. وهنا نحتاج الى الكالسيوم والمزيد من فيتامين د وممارسة الرياضة، وتجنب المنبهات والتدخين. كما يتناقص اداء الجهاز العظمي ويصبح أكثر حساسية، ونصاب بالإمساك أو الإسهال بوتيرة اكثر. وهنا أيضا علينا الاهتمام بتناول المواد الغنية بالألياف كالفواكه والخضار والقمح الخالص، وأن نقلل من اللحوم والدهون والحلويات.
كما يشكو الجميع تقريبا من مشاكل الجهاز التناسلي، والجميع تقريبا يعرف اسباب ذلك. كما أن العلاج معروف، ولكن لا احد تقريبا يود تغيير عاداته. فالأكل متعة من لا متعة لديه، ومتعة من لديه كل المتع!
كما يجب علينا أن نحافظ على قوة ذاكرتنا، فلا يكفي ان نبقى على قيد الحياة إن كنا لا نعرف ما يجري حولنا، وهذه ايضا معروف كيفية تقويتها، ولكن اين الإرادة؟ والشيء ذاته ينطبق على النظر والسمع وصحة الفم والجلد والوزن، فحل مشاكلها ليس مستحيلا، ولكن ليس سهلا كذلك، ولكن لكل شيء ثمنه!
أحمد الصراف