شيء جميل أن يتوافد الشعب على قصر الحكم لإعلان الولاء وتجديد البيعة الى الحاكم، وأجمل منه خطاب الحاكم لشعبه ومصارحتهم بهمومه ومكاشفتهم بتطلعاته. ولكن لنا بعض الملاحظات البسيطة على ذلك الحشد المبارك عل وعسى ان يتسع صدر اخواننا لتقبلها:
> المتابع لذلك الحشد يشعر بان في الكويت أزمة ولاء! وان هناك عصياناً شعبياً يستوجب معه تجديد السمع والطاعة! وهذا بلا شك أمر غير وارد لمن يدرك حقيقة الحراك الشعبي وطبيعته. ومع أنني لست جزءاً من هذا الحراك، الا بانتمائي الحزبي، ولست معنيا بالتعليق والرد، غير انني، وخوفاً من التطرف في فهم أبعاد هذا الحراك وانحرافه، أؤكد ان هناك فرقاً بين النصح، وعدم السمع والطاعة. فالنصح من مستلزمات السمع والطاعة والولاء، ولم يكن في يوم من الأيام شكلاً من أشكال الخروج على الحاكم.
الخروج بالمفهوم الشرعي والقانوني هو الخروج بالسلاح لمواجهة الأمن، والسعي لقلب نظام الحكم وتغيير الحاكم. ولا أظن عاقلاً يحترم عقله ويحترم عقول الآخرين يقول إن المسيرات التي ظهرت كان الناس فيها يحملون السلاح، أو كانوا يطالبون بتغيير الحكم.
المشكلة يا سادة تكمن في التضليل الذي وصل الى أجهزة الدولة بان هناك حاجة الى تجديد البيعة وتأكيد السمع والطاعة! حتى صور ان جمهور المسيرة من المتطرفين والمنحرفين والضالين! وسأعطيكم صوراً من هذا التضليل الذي وصل الى المسامع.
– ذكرت مصادر حكومية وغير حكومية ان أرقام المشاركين لا تتجاوز خمسة آلاف مواطن خارج عن القانون! وكل من شاهد أو شارك يدرك ان الذين تمكنوا من دخول مشرف يقدرون بعشرات الألوف، عدا عن الذين قبعوا في سياراتهم في الشوارع المحيطة وسط الزحمة.
– ذكروا ان إدارة المسيرة تتلقى أوامرها وتوجيهاتها من الخارج! إحدى الصحف قالت من قطر وأظهرت صورة كدليل على تلقي الاتصال من شركة قطرية، وثانية قالت من غرينادا، وثالثة قالت من إسرائيل! وكلنا يدرك أن هذه المحاولات لتخوين شباب المسيرة لتبرير تهمة السعي للانقلاب على الحكم!
– الادعاء المستمر بالفوضى وترويع الآمنين من قبل المتظاهرين، بينما كل من يخاف الله يدرك أن المسيرة سلمية وراقية وعفوية في الوقت نفسه، وان من يبدأ الضرب والاعتداء هم رجال الأمن مع الأسف (استثني من ذلك مسيرة صغيرة في ساحة الإرادة قبل شهرين تقريباً، وانتقدناها في حينها).
– نحن نعتقد أن بعض من يقدم المعلومات هو الذي يسعى إلى الفتنة والإثارة على بعض الفئات والمجاميع في الكويت، مثل من طالب بإطلاق النار على المسيرة، ومثل حامي حمى حقوق الإنسان السابق الذي طالب بزجهم في السجون، ومثل من طالب بسحب أولادهم من البعثات الخارجية إن كانوا يدرسون على حساب الدولة، بل وصل التطرف الى المطالبة بسحب جناسيهم!
فوالله ان ولاءهم مطلق، وحبهم لأسرة الحكم واضح، وانتماءهم لهذه الأرض أكبر من انتماء من يثير الفتنة، إنما هي النصيحة، والاعلان عن الموقف بصورة حضارية لا عنف فيها ولا تخريب، ولا ترويع للناس ولا تخويف.
المطلوب البحث عمن يمارس العنف في المسيرات، وعمن يروّع الناس من المسيرات، حفظك الله ذخراً وسنداً للكويت وشعبها وحفظ الله الديرة وأهلها.