تعتبر جامعة ستانفورد واحدة من أفضل جامعات العالم، وقد أسسها الزوجان ليلاند وجين ستانفورد، قبل 130 عاما، ويدرس فيها حاليا، باختلاط كلي، أكثر من 16 الف طالب وطالبة.
في أحد الدروس المسائية فيها، وقف البروفيسور ليحاضر عن ارتباط الجسد بالعقل، والعلاقة بين الضغط او الاجهاد وبين المرض. وذكر المحاضر، وهو رئيس العلاج النفسي في الجامعة، من بين أمور أخرى، أن أفضل شيء يفعله الرجل من أجل صحته هو الاقتران بامرأة. أما بالنسبة للمرأة، فإن أفضل شيء لصحتها هو في استمرارية علاقاتها بصديقاتها. وقد يبدو الأمر مضحكا في البداية، وغير قابل للتصديق، ولكن المحاضر كان جادا، فالنساء يتواصلن ويرتبطن مع بعضهن البعض بطريقة أفضل، وهذا يساعدهن في التغلب على ضغوط وتجارب الحياة الصعبة، من خلال ما تخلقه تلك العلاقة من افرازات تساعد في التغلب على الكآبة، وتخلق جوا من الرفاهية بينهن. فالنساء يملن عموما الى مشاركة بعضهن البعض في مشاعرهن، في الوقت الذي غالبا ما يقوم الرجال بتكوين علاقاتهم مع بعضهم البعض من خلال انشطة أو فعاليات رياضية. وأضاف المحاضر ان قضاء بعض الوقت يوميا مع بعضنا البعض لا يقل أهمية أبدا لصحتنا، العقلية والبدنية، عن ممارسة رياضة المشي أو الركض. وقال ان هناك ميلا للاعتقاد باننا عندما لا نقوم بممارسة عمل فعلي، أو لا نمارس رياضة بدنية ما، فإننا نضيع وقتنا، وهذا غير صحيح، فالحقيقة ان فشلنا في خلق أو الاحتفاظ بعلاقة شخصية جديدة مع بشر آخرين، يمثل خطورة على صحتنا البدنية تعادل خطورة التدخين.
وعليه عندما نجد أنفسنا برفقة ما نحب من أصدقاء، أو صديقات، ونقوم بذلك كبشر طبيعيين، فإن علينا أن نطبطب على ظهورهم مهنئين أنفسنا على القيام بما هو في مصلحة صحتنا.
ولو نظرنا لمجتمعاتنا بدقة لوجدنا أن العلاقات البشرية بين مكوناتها البشرية تشكو من اضطراب شديد، إما نتيجة للبالي وغير السليم من العادات والتقاليد، أو لما استجد عليها من قوانين حظر وقيد، كقانون منع الاختلاط في الصفوف الدراسية. والغريب ان من بين من وافق على ذلك القانون المعيب من اكمل دراسته في مدارس مختلطة، وبالتالي موافقته على القانون شهادة تحسب ضده، وليس له.
فيا ابنتي جوانا، إن التقيت بألطاف ومها وفاطمة وفرح، لقضاء وقت معا، فلا تعتقدي للحظة أنك تضيعي وقتك معهن، أو انهن يضيعن وقتهن معك، بل العكس أقرب للصحة وأكثر نفعا لها بكثير.