المهايط

من أهم الأبواب التي سيتطرق لها كتاب المرجلة والمراجل الذي ذكرت لكم في مقال سابق انني بصدد تجهيزه سيكون باب الكرم، ويحاول اغلب الناس أن يكون من ضمن من يوصفون بالكرم لأن هذه الصفة من صفات الله عز وجل وقد ذكرها العزيز الكريم في كثير من الآيات في كتابه الكريم.

هناك أمر يجب أن ينتبه له الجميع، فحين تقوم بإكرام ضيفك يجب عليك أن تفكر بمن سيقوم بواجب الضيافة من بعدك ومدى قدرته على فعل ما قمت أنت به من واجب الضيافة لضيفك، ومن أجل أن أبسط لكم الفكرة سأشرحها بتبسيط أكثر.

فعندما يأتيك ضيف ستقوم بدعوة بعض أصدقائك لحضور تلك الوليمة التي أقيمت على شرف الضيف وحتما انك لن تذكر للمعازيم ماذا ستقدم لهم وكم ذبحت لضيفك من الخراف لأنهم سيشاهدون العدد وقد يفاجأ الحاضرون للوليمة بأنهم لا يستطيعون فعل ما فعلته بسبب عدم قدرتهم المالية وهذا الفعل يعتبر عيبا فيك لأنك ستقوم بإحراجهم أو تعجيزهم أو تصغيرهم.

هذا الأمر ان أقدمت عليه دون التفكير في الآخرين يعتبر من الهياط وليس هناك أي وجه شبه بين الكرم وما فعلت لأن الكرماء ذكرهم الناس بالخير أما من يريد إحراج الآخرين فانكم ستجدونهم في باب المهايطية الذي لا يريده أحد من الرجال الحقيقيين.

أدام الله الرجال الكرماء ولا دام رجال الهياط ومن على شاكلتهم.