شاركت في فعالية انتخابات جمعية اعضاء هيئة التدريس في الجامعة مساء يوم الثلاثاء وكان حضور الاكاديميين من جميع الكليات كثيفا بشكل غير عادي حيث كانت المنافسة قوية بين لائحة الاخوان المسلمين الذين فازوا في الانتخابات الماضية واداروا الجمعية لمدة 4 سنوات تحت اسم التميز الاكاديمي وتنافسهم هذا العام القائمة الاكاديمية المستقلة وهم مجموعة من الاكاديميين الذين يمثلون كل طوائف المجتمع الكويتي في الجامعة ويملكون نهجاً ليبرالياً معتدلاً.
ما يميز انتخابات هذا العام هو الحضور الكثيف للاكاديميين من حملة الدكتوراه من الشباب الكويتي الواعد..وجرت الانتخابات في اجواء ديموقراطية حرة..مع تقديم وجبة العشاء..واستمر فرز الاصوات حتى الساعة الثالثة فجرا، وقد فاز التيار الليبرالي ممثلا بالقائمة الاكاديمية المستقلة، وتجدر الاشارة هنا الى ان جامعة الكويت توجد فيها حاليا 16 كلية موزعة على الشويخ والخالدية والعديلية وكيفان وقد قسمت صناديق الاقتراع لخمس لجان وكان الصندوق الثاني وهو يمثل كلية الاداب والتربية والشريعة من نصيب مجلس الادارة السابق حيث حصد انصار جماعات الاسلام السياسي %95 من الاصوات في هذه الكليات التي تعتبر الثقل الحقيقي للجماعات الاسلامية.
اما نتائج بقية الكليات في الجامعة فقد صوتت لمصلحة الشباب والدماء الجديدة من القائمة الاكاديمية المستقلة.
ماذا تعني نتائج انتخابات هيئة التدريس على المجتمع الجامعي والكويت ككل؟ واضح جدا ان الاوضاع المشحونة في المنطقة العربية والاقليمية ضد جماعات الاسلام السياسي وخصوصا الاخوان المسلمين بدأت تؤثر في الانتخابات الجامعية..فالحملة العربية والاقليمية والمحلية ضد جماعات الاسلام السياسي بدأت تؤثر في اختيارات الاكاديميين في الجامعة فالقائمة الجديدة التي فازت بالانتخابات حققت نجاحها لأن القائمة تضم دكاترة من القبائل والطوائف والعائلات بمعنى انها تضم جميع طوائف المجتمع..وبذلك تم كسر احتكار الجماعات الاسلامية المؤدلجة التي تستغل الدين لتحقيق اهداف سياسية.
ماذا تعني خسارة جماعات الاسلام السياسي في انتخابات الجامعة؟! تعنى بكل بساطة ان الاكاديميين من الشباب في الجامعة باستثناء كليات الاداب والشريعة والتربية لديهم منظور سياسي واكاديمي بعيد كل البعد عن استغلال الدين في قضايا الجامعة المعقدة والكثيرة.
جاء تصويت كلية الشريعة والاداب والتربية لمصلحة جماعات الاسلام السياسي بنسبة %95 في الصندوق الثاني الخاص بهم دليلاً قاطعاً على نجاح جماعات الاسلام السياسي في هذه الكليات المهمة التي من المفترض ان تعد رجال المستقبل من رجال دين او مدرسين ومدرسات وهذا امر طبيعي وعادي في مجتمع الحريات لكن المشكلة تكمن في ان الطلاب الجدد الذين ينصهرون في هذه الكليات سيكون مفهومهم للحداثة والتطور يختلف عن بقية زملائهم في الكليات الاخرى..مخرجات كلية التربية من شباب وشابات تقع عليهم مسؤولية تدريس اهم مرحلة تعليمية وهي المرحلة الابتدائية فكيف يمكن للمجتمع والدولة ان يشقا طريقهما للتنمية والحداثة اذا كان المسؤولون عن التعليم مؤدلجين؟!