ذكرياتي مع عبدالله حمد الرومي، رحمه الله، كثيرة لا أستطيع حصرها، كنّا إخوة وأصدقاء، جمعنا طريق حب الوطن والرغبة في الإصلاح، وكنّا أيضاً فريق عمل جمعتنا قضية من أهم قضايا المال العام التي رافقت عملنا في مجلس الأمة والحكومة والشركة التي كان يترأسها، رحمه الله، وهي قضية ناقلات النفط التي شغلت الرأي العام والسلطات الدستورية الثلاث قرابة عشرين سنة.
ومن توفيق الله تعالى أن قيض لهذه القضية ثلة من أبناء الوطن المخلصين، وفي مقدمتهم عبدالله الرومي الذي يعود إليه الفضل الكبير، بعد الله تعالى، في العثور على أدلة الفساد والاختلاس، والبحث والتحري في دول العالم عن الأموال المسروقة ورصدها وتجميدها وكسب القضايا، ومن ثم تحويل الأموال إلى الكويت. لم يثنه في سعيه الدؤوب خذلان البعض ولا عبارات الشك ولا إرهاصات المحبطين ولا تهديد المرجفين، فاستمر في عمله كالطود الشامخ واضعاً هدفاً واحداً أمامه وهو كسب قضية الناقلات واستعادة الأموال.
ومن توفيق الله عز وجل أن قيض لهذه القضية أبطالاً آخرين عملوا معاً، وهم النائب العام حامد العثمان وفريقه الذين أجادوا في تقديم الأدلة للمحاكم في أوروبا وأميركا حتى تُوجت جهودهم باسترجاع أحد المتهمين الهاربين.
الفريق كان يتضمن عبدالله الرومي وزملاءه في شركة الناقلات، والنائب العام وزملاءه من النيابة العامة، ومجموعة من شباب الفتوى والتشريع، وكذلك وزارة العدل التي كنت أتولاها في ذلك الوقت، حيث سنحت لي الفرصة لتقديم الدعم لهذا الفريق، إضافة إلى دور مجلس الأمة ورعاية صاحب السمو أمير البلاد.
كان عبدالله الرومي دائم التواصل والزيارة خاصة في ديوانيتي يوم الثلاثاء، وكانت آخر زيارة له قبل وفاته بأسابيع قليلة، إذ أخبرته أني عازم، إن شاء الله، على كتابه مذكراتي في المجلس والحكومة، وأودّ أن أذكر فيها جهوده وجهود فريقه في قضية الناقلات والتعاون الكبير بيننا فيها، فقام جزاه الله خيراً بكتابه أسماء الفريق في رسالة من صفحتين وأحضرها إليّ في الأسبوع التالي، بخط يده، وهي:
فريق العمل الرئيسي في قضية الناقلات:
1. عبدالله حمد الرومي، رئيس مجلس الإدارة.
2. سلمان حمود الصباح، العضو المنتدب للشؤون المالية والإدارية.
3. بدر الكندري، المدير المالي للشركة.
4. منصور عثمان الفريح، نائب رئيس مجلس الإدارة.
أعضاء اللجنة الفرعية:
١. فيصل علي حيدر.
٢. علي حمود الصباح.
٣. هشام جعفر عبدالرحيم.
٤. عباس معرفي.
٥. المحامي/ خيري مكاوي.
المحامي في الكويت/ ناصر الشعلان.
المحامي في لندن/ شو اند كروفت.
المحامي في جنيف/ جاك جونز.
هذه رسالة عبدالله، أنشرها كما تسلمتها منه قبل أسابيع، وكأنه يقول هي رسالة وداع ووفاء لرفقاء الدرب في هذه القضية.
رحم الله عبدالله حمد الرومي، بطل من أبطال الكويت، سيظل عمله خالداً وجهوده مذكورة على جبين الكويت، ومثالاً دافعاً للأجيال القادمة في حب الوطن والتضحية دونه.