صدعت راس زوجتي بهذا السؤال: تمضين أكثر من 4 ساعات تدرسين وتشرحين لأطفالنا كل دروسهم.. اذن ماذا كانوا يفعلون 7 ساعات في المدرسة؟
شيء محير فيه شيء غلط في العملية التعليمية فـــي الـ 20 سنة الأخيرة تحول فيها عبء تعليم وتدريس أبنائنا وبناتنا الى البيت حيث الأم والأب وطويل العمر المدرس الخصوصي.
مستحيل يكون الخلل في ابنائنا فاغلبهم ولله الحمد اذكياء ويستوعبون كل ما نقوله او نشرحه لهم والدليل ايضا انهم يستوعبون اثناء الجلوس مع مدرس خصوصي ساعة واحدة يشرح لهم فيها دروس 5 ايام في المدرسة.
اذن الخلل في المدرسة ولا شيء غير المدرسة. تحكي لي احدى المدرسات المعينات حديثا أن الموجه حضر درسها ولاحظ ارتباكها وسط ضجة 30 طالبا صغيرا فأسدى لها نصيحة يعتقد انها ثمينة (بنتي ادخلي الفصل واشرحي الدرس.. إللي فهم فهم واللي ما فهم عنه ما فهم).
منطق الموجه أعلم أنه يبدو سيئا وفيه شبه خيانة لأمانة العلم التي تم تكليف المعلم بها. لكن دعونا ننظر قليلا في أحوال مدارسنا في الوقت الحاضر: تكدس وكثافة طلابية تصل في بعض الفصول الى 40 طالبا.
هؤلاء كيف يستطيع أي معلم أو معلمة الوصول لهم او التحكم، خاصة أن بعض العائلات هدانا الله وإياهم توقفوا عن تربية أطفالهم، فقط ينجبونهم ويطلقونهم في هذه الدنيا ليبتلى بهم ابناؤنا وبناتنا في مدارسهم وبسبب هذه الوحوش الصغيرة أصبحت المدرسة مكانا غير مريح للمعلمين وغير آمن للطلبة والطالبات.
كذلك أحوال الصيانة في المدارس التي جزى الله الانتخابات خيرا حيث ضخت الحياة في عروق إدارات الصيانة في المناطق التعليمية لكي ترد على طلبات صيانة للمدارس صار لها أشهر على مكاتب مديري الصيانة.
وأخيرا وليس آخرا جميع طلاب مدارس الكويت يتعرضون لسوء تغذية في المدارس التي لا توفر مقاصفها وجبات صحية مناسبة.
كل هذا يعني ان مدارس الكويت غير آمنة وسيئة صيانتها وتؤدي الى أمراض سوء التغذية لدى الأطفال، وفوق هذا كله التلاميذ لا يحصلون على علم كاف والدليل الازدهار الفاحش لسوق الدروس الخصوصية بالاضافة الى الجهد الجبار الذي تبذله الأمهات في تعليم أطفالهن في البيت.
وهو ما يطلق عليه عالميا (home schooling) أي التدريس المنزلي وهو نظام معترف به في الكثير من الدول المتقدمة حيث يقوم الآباء بتعليم أطفالهم في البيت وفقط يذهبون للمدرسة للاختبار ونيل الشهادة.
وحسب ما أرى لا توجد دولة في العالم فيها تطبيق (home schooling) مثل الكويت فلماذا لا تعترف به وزارة التربية ما دام أنها لا تستطيع توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية لأطفالنا؟!
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً