أقوى عبارات اللوم والعتب في اللهجة الكويتية تبدأ بهاتين الكلمتين، وغالبا ما يصحبهما نقد ساخر وموجع، وهما تعادلان كلمتي «لما انت..» في اللهجتين المصرية والشامية.
تعالوا نستخدم هذه الجملة في بعض المواضع من باب النصح المر.
«يوم إنك منت قد القرض ليش تاخذه؟!»، هل يعجبك وضعك الحالي بالتضييق على نفسك وعائلتك في أبواب كثيرة من حياتهم بسبب ضخامة قسط القرض الذي أخذته؟!
ألم يكن من الأفضل لو انك ترويت قليلا وقمت بالادخار لمدة سنتين أو ثلاث وضغطت على نفسك قليلا لجمعت نفس قيمة هذا القرض بدون الفوائد التي ستستمر في دفعها للخمس سنوات المقبلة؟!
«يوم إنك منت قد الزواج الثاني ليش تزوجت على زوجتك؟!».
أم عيالك أخذتك ووافقت عليك زوجا في بداية مشوارك المهني مع ضعف حالتك المادية، وصبرت معك على الحلوة والمرة، وتحملت منك أشياء كثيرها لا يصبر عليها أقرب الناس إليك، تركت راحة البال مع زوجة واحدة واشتريت صداع الرأس مع زوجتين، كل واحدة منهما تتفنن في «بهدلتك» ماديا ونفسيا. ليش وهقت نفسك؟! تستاهل.
«يوم إنك منت قد هالمنصب ليش ما خليت واسطة في الكويت ما جبتها عشان تحصل عليه؟!». تجاوزت أناسا أحق منك في هذا المنصب وتعديت على حقوق من هم أفضل وأكثر تأهيلا منك لهذا المركز، والآن «توهقت» ووقعت في شر أعمالك وأوقعت نفسك في حرج كبير بعد أن أخذت ما لا تستحق، تطاردك دعوات من ظلمتهم.
«يوم إنك ما تعرف تكتب كلمتين على بعض ومقالاتك فقط «صف حجي»، لماذا تحرج نفسك وتصر على نشر مقالاتك في الصحف اليومية؟!»، فكتابة المقالة هي نشر ما يجري في مخك على الناس، وإن استمررت في هذا الأمر فستتغير معاملة الناس لك، ويكثر الحديث الساخر عنك في الدواوين، وستهتز صورتك وسمعتك كثيرا.
إن كان لابد أن تكتب فاصنع لك مدونة واكتب بها ما شئت واسمح فيها بتعليقات القراء، ومنها احكم على نفسك وقلمك بدلا من فضح نفسك لدى 100 ألف شخص يشترون الجريدة كل يوم.
«يوم إنك مو قد هالكلام ليش تقوله؟!»، وهي عبارة أوجهها لأبنائي الشباب الصغار خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة وصولها لكل مكان. هناك محظورات قانونية واضحة وضوح الشمس إن لم تكونوا تعرفونها ابحثوا عنها وتعرفوا عليها أنتم في عمر الزهور والحياة كلها أمامكم، فلا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة بسبب حماس زائد أو تحريض أشخاص أذكى منكم بكثير.
الكويت بلد ديموقراطي تضمن فيه حرية الرأي لكل مواطن لكن في حدود المسؤولية والاحترام. عبّروا عن آرائكم بكل أوجه الحياة في البلد، لكن لا تسبوا ولا تشتموا ولا تتطاولوا، وتذكروا أن خلفكم أما وأبا ستتقطع قلوبهما إن حدث لكم أمر سيئ. فرفقا بأنفسكم وبهما، وكونوا حذرين وواعين.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً