لا شك أن البشر يختلفون في ما بينهم بالكثير من الأمور (الصغيرة البسيطة و الكبيرة المعقدة) وهذا الإختلاف هو أمر طبيعي فكلٌ يرى من زاوية معينه و يحدد موقفه منها ومن الطبيعي أن يتعارض مع الآخر الذي ينظر من زاوية أخرى .
وقد اكد الدين الإسلامي وتطرق القرآن الكريم لموضوع الإختلاف وقسمه الى قسمين (القسم الأول هو الإختلاف الاجتماعي و القسم الثاني هو الإختلاف الديني)
فالإختلاف الاجتماعي هو الإختلاف الذي يقع بين الناس في الأمور العامة كالإختلاف في حقوق الرئيس أو الاختلاف في حقوق الشعب أو في حقوق العامل أو حق المالك … إلخ .
أما الإختلاف الديني فهو أشد خطورة وأهمية من الإختلاف الاجتماعي وقد وضع له الإسلام اهتماماً أكبر وقد نتج عن هذا النوع وجود الإختلاف بين الأديان والمذاهب و بين أبناء المذهب الواحد أيضاً وقد وصل الأمر لأن يختلف الأب وإبنه و الأخ وأخيه .
فالإختلاف في الدين واقع لا يمكن انكاره ، لكن يجب أن يعي الجميع أن الإختلاف في الدين ليس مشكلة في حد ذاته بل المشكلة تقع حينما يتحول الاختلاف الى خلاف شخصي يترتب عليه عدة مفاسد منها :
١- تفتت المجتمع والأسرة الواحدة
٢- ضعف الطاقات (فلا يمكن أن يبدع الفرد في المجتمع الذي يعيش الخلافات الشخصية)
٣- سيطرة العقل الواحد والفكر الواحد
وكي لا يتحول الإختلاف الى خلاف يأتي دور (أدب الإختلاف) وقد حدد الإسلام عدة ركائز له منها :
١- حقوق الاخوة :
وحق الاخوة يحتم علينا كإخوة أن هناك حقوق بيننا يجب مراعاتها وهي إحترام الآخر وعدم تتبع أخطاءه وعيوبه
٢- الميزان العلمي :
فمهما اختلفنا في ما بيننا يجب أن يكون إختلافنا اختلافاً علمياً لا يتجاوز ( الخبرة ، الموضوعية ، البحث عن الحقيقة )
٣- الصيانة الاجتماعية :
لصيانة المجتمع هناك عنصران مهمان وهما (قبول الآخر وأن نربي مجتمعنا على عدم إسقاط الآخرين)
فبإتباعنا لهذه الأمور التي حددها الإسلام ، سنحمي مجتمعنا قبل أن يصل الى الهاوية ، خصوصاً ونحن نراه يتسارع في الصراعات الطائفية التي تنخر فيه من كل مكان.