يمكن أن يقال الآن .. إن ما أطلق عليه “مرسوم الصوت الواحد” قد أنتهى أمره !
إنتهى أمره تماماً .. ولم يبقى أمام التيارات الإسلامية والسياسية “المقاطعة” إلا أن تبدأ في البحث عن كيفية المشاركة في الإنتخابات القادمة وإقناع الشباب “المغرر بهم” بذلك !
لقد أفتعلت “التيارات” تلك الأزمة ليس تبريراً لموقف المبدأ والكرامة ، ولكن إنتقاماً من السلطة ورغبة بتنفيذ الأجندات “الخارجية” .. وقد فشلوا بذلك فشلاً ذريعاً .
نستطيع أن نقول إنها كانت مؤامرة وبشكل “قطعي” على سيادة الدولة لإحراجها وفرض القرار “الشوارعي” على الدستور والأمة .. ولن تكون الأخيرة !
المهم في هذه الأزمة ، كما في كل أزمة مفتعلة سبقتها ، لم يجد فاعلوه مفراً ، في نهاية المطاف إلا الإعتذار وخلق الأكاذيب ، ليشاركوا في الإنتخابات بالطرق الدستورية كما فعلوا أسلافهم .. حيث لا شرف ولا مجد ولا إنتصار !
أقاموا التيارات “الإسلامية والسياسية” الدنيا وأقعدوها على الدولة ، خرجوا للشوارع ودخلوا على المساكن الآمنة ، وأطلقوا عليها :كرامة وطن 1،2،3″ ، وأطلقت عليها الدعايات والإتهامات ثم عقد المؤتمرات وتحريك الشباب لمواجهة رجال الأمن ، وإقتحام المنشآت لإسقاط أركان الدولة !
وفجأة .. في الدقيقة التسعين عرفت أنها لن تستطيع أن تفعل شيئا ضد السلطة وأمام إرادة الأمة !
ومن ناحية أخرى .. فإن التحركات والوساطة الفاشلة عن طريق تحريض يعض أفراد الأسرة ليكون مبعوثاً خاصاً ومندوباً فوق العادة أثبت لهم عدم جدواها ، فلقد عرف الجميع بعد ذلك أبطال المسرحية والكومبارس والممول الحقيقي لها !
“التيارات الإسلامية والسياسية” تملك أكثر مما يملكه أي توجه سياسي آخر من مال وإعلام وتاريخ “سيء” .
إذا تصورنا أن جميع التيارات سوف تأتمر بأمر “مرسوم الصوت الواحد” وإذا تصورنا أيضاً – وهذا هو الأهم- أنها ستشارك في الإنتخابات القادمة ، فماذا سيكون المبرر لموقفها من المشاركة وماذا ستقول للشباب “الذي شارك معها في المسرحية والمهدد بالسجن” ؟
إذن “القط” لن يستطيع التقدم إتجاه البرلمان بسبب “الدب” القابع خلف ظهره .
تبقى التيارات لها حساباتها الخاصة ، ولها أيضاً ألاعيبها الخاصة لأقناع الشباب ، ليس ذكاءاً منها ولكن غباءً الطرف الآخر !
على السلطة الموافقة على إعلان “الأحزاب والتيارات الإسلامية” رسمياً “بقانون” ، لكي تعرف كيف تتعامل معهم رسمياً ومحاسبتهم عبر قنواتها القانونية ، ليعرفوا أنهــم حيث ..
” لا شرف ولا مجد ولا إنتصار ” .
والله المستعان ..