أغبى مخلوقات الله على وجه الأرض هو الطائفي الفقير.
بدلا من أن يستغل ويستفيد من تلك السنوات القليلة التي أنعم الله عليه بها على هذه الأرض ليسعد وليجعل حياته أفضل فهو سخرها للتقوقع خلف حاجز الطائفة وتبجيل وتقديس الطائفة المبالغ به.
تجده وهو الفقير المعدوم يبذل قصارى جهده وغاية طاقته في أعمال طائفية بغيضة بينما يبخل على نفسه ببضع ساعات يشغل فيها نفسه في عمل يحسن مستواه المعيشي هو وعائلته فتجد حياته من ضنك إلى ضنك.
دين هنا وقرض هناك ومدين (ينغص) عليه حياته بمطاردته وملاحقته لتحصيل الديون منه.
يعيش في منطقة خدماتها سيئة لكنه لا يحرك ساكنا للمطالبة بتحسين تلك الخدمات فهو مشغول برفعة الطائفة والدفاع عنها ومناكفة كل أفراد الطوائف الأخرى.
يعيش في منطقة فيها كل الطوائف لكنه يحرم نفسه من الصداقة وحتى التعامل مع أفراد الطوائف الأخرى حتى وإن كان في هذا الأمر مصلحة وسبب في زيادة مستوى الحياة في منطقته للأفضل.
يعمل في مكان يحاول فيه قدر جهده الاحتكاك مع موظفين من غير طائفته حتى وإن كان ذلك سيساعد في ترقيته ورفع مستواه الوظيفي وزيادة في راتبه.
قبل سنوات طويلة كنت شاهدا على موقف طريف في شارع هارلم في نيويورك الذي تسكنه غالبية عظمى من السود الأميركان لكن وكباقي نيويورك تخصص العرب وخاصة إخواننا من اليمن بامتلاك والعمل في البقالات هناك.
نذهب نحن الطلبة الى تلك البقالات مرة أو مرتين في الشهر لنأخذ بعض حاجاتنا من أكلات وبهارات عربية.
بينما كنت داخل إحدى تلك البقالات دخل أميركي أسود والظاهر ان له مواقف سابقة ليست طيبة مع صاحب البقالة اليمنى وطلب بعض الأشياء منه ولكن بـ «نفس خايسة»، كما نقول بالكويت.
هنا بادره صاحب البقالة المسن بجملة ما زلت أتذكرها «أنت فقير وأنا فقير لماذا تكرهني؟» كان لها مثل تأثير السحر على ذلك الأسود ورد عليه «معك حق».
الاعتزاز بالانتماء للطائفة والقبيلة والعائلة أمر محبب ولا بأس به لكن المغالاة فيه إلى درجة أنها تحجب عيونك عن وضع معيشي (دايخ) أنت تعيشه ولا تملك الوقت أو الطاقة لتغييره للأفضل بسبب انشغالك الذهني والجسدي الزائد عن حده مع طائفتك وقبيلتك هو جريمة في حق نفسك وعائلتك التي تطمح في أن تراك أفضل وأفضل كل يوم.
وهذا لن يحصل إلا إذا انشغلت بنفسك قليلا (ودع الخلق للخالق).
انشغل في تعليمك، في عملك، في باب رزق جانبي (تطقطق) فيه، يعينك على أعباء الحياة التي لم يعد يكفيها الراتب وحده.
نقطة أخيرة: الحياة قصيرة وقصيرة جدا حرام أن تقضيها في الكره والتنافر مع كل من يختلف معك.
وفّرْ تلك الطاقة التي يستهلكها منك ذلك الكره لحياة أفضل ولعمر مليء بالأيام والسنوات السعيدة.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً