لا نتردّد في أن نوجّه النقد للحكومة حينما تخطئ أو تتجاوز أحكام الدستور أو القانون، أو حين نلمس تخبُّطها وتقصيرها في أداء مهامها ومسؤولياتها، ولا شك في أن أخطاء وتقصير وضعف أداء الحكومة سمة بارزة في الحكومات المتعاقبة في الكويت، وهي السمة التي تتصف بها الحكومة الحالية أيضا، وقد يصل بعضنا إلى قسوة وشدة في العبارة في سياق نقد الحكومة ومنهجيتها وسياساتها، وهو ما تتسم به كتاباتي التي لا تعرف المجاملة، وتحاول تجنّب تزيين العبارات على نحو يفرغها من مقصودها.
ولعله من الإنصاف ألا تبخس الحكومة من أن يسجل لها ما تحققه من إنجازات فعلية ونجاحات واضحة، وإن كانت محدودة، وأجدني اليوم حريصاً على إبراز وجه مشرق للحكومة وإنجاز يستحق الإشادة، متمثلا في إنهائها جسور الطرق الخاصة بالدائري الرابع من وسط البلد، وصولا للجهراء عبر الربط مع وصلة الدوحة السريعة، وهي مجموعة من الجسور والطرق السريعة، التي فعلا تستحق الإشادة، فقد شعرت براحة وفخر وأنا أقود سيارتي على هذه الجسور، وأعيد تأكيد مقولتي المستمرة بأن نتفاءل، فبعد 40 عاما من إنجاز آخر شبكة طرق بجسورها تأتي هذه الشبكة التي يمثل جسر جابر جزءا منها؛ لتعطي روحا متجددة لحيوية الكويت، ويمكن أن تكون لها عودة لنهضة وتنمية حقيقية بشريا وبنية تحتية، فقد أشدتُ ــــ ولا أزال ــــ بإنجاز مشروع حيوي للتسوق والترفيه المتمثل في مشروع الأفنيوز الذي يسجل نقطة مضيئة لأصحاب المشروع، ويأتي إنجاز شبكة الطرق المذكورة ليكون دليلا على ما يمكن أن تحققه الكويت من إنجازات بإرادة صادقة وإدارة رشيدة حينما تكون مصلحة الكويت رائدها، لتحاصر الفساد ودوائره ورموزه، والفساد هو الذي أفشل مشروعات سهلة الإنجاز آخرها جامعة الكويت في الشدادية، وهي نماذج أذهلت الجميع بحجم ما شهدته من فساد وسوء في التنفيذ وقصور في الرقابة والتوجيه وتخبط فى الإدارة، وتضخم في الكلفة تصل إلى 10 أضعاف قيمة تنفيذ هذه المشروعات الحقيقية، ما يعني ضرورة استمرار جهود التنمية المخلصة بالتزامن مع تفعيل أساليب مكافحة الفساد، فشكراً يا حكومة، فهذا إنجاز يستحق الإشادة، وإلى المزيد من العمل الوطني؛ فــ «الكويت تستاهل».