يحدث أن تشاهد من بين الأحزان منظراً مفرحاً. جمعية العون المباشر الكويتية رسمت البسمة على شفاهنا، بعد أن رسمتها على شفاه يتامى أوغندا. وتابعنا جميعاً تفاصيل حملة بناء دار أيتام متكاملة، بمشفاها ومطعمها ومدرستها ومسجدها وبقية ملحقاتها، لهؤلاء اليتامى الأوغنديين. وكانت “لحظة الأوسكار” هي تلك اللحظة التي انتظرنا فيها اكتمال الستمئة ألف دينار كويتي، بعد أن تم رفع المبلغ أكثر من مرة، نظراً لشدة تفاعل الناس وتعاطفهم مع القضية.
كانت فعلاً “لحظة أوسكار”، أبدع فيها الشاب محمد الحصينان، الوجه الإعلامي للحملة، وهو يشاركنا تفاصيل ارتفاع المبلغ، وينقل إلينا الأحداث أولاً بأول.
وما حدث في أوغندا شجع البعض للمطالبة بتكرار ذات العمل في الكويت، على أن يكون المستفيد هذه المرة أطفال “البدون”. ودارت رحى النقاش في وسائل التواصل. فهنا مغرد غاضب مما يفعله بعض البدون بأنفسهم، عندما ينجبون أطفالاً بأعداد هائلة، دون التفكير في مستقبلهم. أو دع عنك ترف التفكير في مستقبلهم، وقل من دون التفكير في غذائهم وكسائهم ومسكنهم وأساسيات حياتهم.
وراح هذا يضرب الأمثال في عسكري سابق من البدون لديه نحو أحد عشر طفلاً، وراح غيره يزيد العدد، وثالث يوضح: نحن ندافع عن حق الأطفال البدون في العيش الكريم، لا عن والديهم.
وطال النقاش، ولم نرَ هذا العام حملةً لمساعدة الأطفال البدون بحجم الحملة التي خصصت ليتامى أوغندا، بغض النظر عن أخطاء آباء هؤلاء الأطفال، الذين يتزاوجون بلا معاشرة، وينجبون بلا مسؤولية، ويتركون أطفالهم تحت شمس المصير المجهول الحارقة.
ولعل الشاب الرائع محمد الحصينان، وجمعية العون المباشر، وجمعية التسع والعشرين، وبقية الجمعيات الإغاثية، ومشاهير وسائل التواصل، يشرحون صدورنا بإعلان انطلاق حملة “الأطفال البدون في الكويت”.