اثناء زيارتي الاخيرة لبلدي الاردن قمت بزيارة مركز الحسين للسرطان قسم الاطفال – حاملة رسالة امل مع هدايا متواضعة من طفلة امريكية عانت من مرض السرطان لعدة أعوام ووقعت في غيبوبة لعدة شهور ولكن بحمد الله انها شفت وبأعجوبه ليطلقوا عليها بامريكا الطفلة المعجزة Miracle Girl
وأثناء الزياة قابلت السيدة حنان محي الدين مديرة العلاقات العامة والاعلام بمركز الحسين للسرطان وايضا السيدة ايمان ابو الحطب المشرفة الاجتماعية ليأخذاني بجولة ميدانية لقسم الاطفال .. أثناء تجوالي اصابني الحزن بمجرد مشاهدة اطفال بعمر الزهور يعانون من اوجاع والام السرطان منهم من كان عمره سنة تقريبا وقد تمنيت حينها ان يكون لدي قوة خارقة تمحي كل الالام واوجاع هؤلاء الاطفال ولكن هذه ارداه الرحمن ان يكون هناك مرضى لنضطرع الى الله بطلب الشفاء لهم ونتوكل عليه في كل امور حياتنا.
تأسس مركز الحسين للسرطان عام 1997 اثر اصابة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله بمرض السرطان وقد تم بناؤه بفضل تبرعات ابناء الوطن وجهودهم التطوعية وبفضل أيضا تبرعات من بعض الدول العربية.
ويعتبر مركز الحسين للسرطان مركزا متميزا في الشرق الاوسط لما يقدمه من خدمات و رعاية تقنية متميزة ومتطورة في مجال علاج السرطانات ويعتبر المستشفى الاول في الشرق الاوسط يحصل على الاعتمادية الدولية من منظمة الصحة العالمية وكذلك أول مركز متخصص في علاج السرطان يحصل على الاعتماد الخاص بأمراض السرطان خارج الولايات المتحدة الامريكية. ويستقبل مركز الحسين للسرطان أكثر من 3500 حالة في السنة سواءا من الاردن او من الدول المجاورة.
أنشأ مركز الحسين للسرطان برامج رعاية شاملة تركز على جميع مراحل علاج مرض السرطان عند المرضى من الوقاية والكشف المبكر، من خلال التشخيص والعلاج والرعاية المسكنة للألم واجراء العمليات او العلاج الكيماوي.
كما يساعد المركز في علاج المرضى الاقل حظا من الاردنيين و من جنسيات عربية أخرى وخاصة من فلسطين ومن قطاع غزة وأيضا اللاجئين السوريين هناك وذلك من خلال صندوق الزكاة والتبرعات المخصصة للمركز.
فما أجمل ان نمد يد العون والتبرع للمركز في هذا الشهر الفضيل كي يتمكن مركز الحسين من علاج الكثير من الحالات الصعبة ، لقد استطاع هذا المركز بفضل تبرعات الكثيرين من الاردنيين الاطياب والنشاما ومن أهل الخير خارج الاردن وأيضا بفضل جهود الاميرة غيداء والاميرة دينا رعد عبر مسيرتهم لسنوات طويلة على جمع التبرعات سواءا من أهل الاردن أو من خلال عمل زيارات لبعض الدول من أجل العمل على شفاء اكبر عدد من المرضى ليصبح هذا المركز صرح طبي مميز في المنطقة ككل ،
هذه التبرعات تتجه من أجل تحقيق الشفاء الحقيقي لمرضى السرطان من خلال تحديث وتطوير ورفع مستوى الطاقم الطبي وأيضا في نشر برامج التوعية والكشف المبكرللسرطان وخاصة سرطان الثدي ولن ننسى أهمية الابحاث العلمية في هذا المجال وفي توفير المواد الطبية ,ان تكلفة علاج المريض بمركز الحسين أقل بكثير مما يتم صرفه ودفعه في مستشفيات الغرب ولكن بمهارة فائقة طبيا وعلميا .كما يجري فيه عمليات زراعة النخاع العظمي والتي كانت تتم في الخارج بالمراكز العالمية والان يستطيع الطبيب ان يجريها بكل دقة وتطور في الاردن البلد العربي القريب من قلوب العرب جميعهم ليتم الشفاء لمرضانا باذن الله.
وأثناء جولتي في هذا المستشفى خاصة قسم الاطفال لاحظت كثرة عدد المراجعين ولاحظت حركة الفريق الطبي هناك من دكاترة وممرضين وكأنك في خلية نحل الكل يعمل جاهدا وبأمانة واخلاص من اجل تخفيف الالم والاوجاع عن هؤلاء المرضى شفاهم الله وتلاحظ انضباط العمل والجهود الكبيرة باخلاص واتقان وذلك بسبب الادارة الحكيمة والواعية لهذا المستشفى .
كما لفت انتباهي وجود أسماء من نور وكأنها اسماء ملائكة محفوره على الجدران بجانب باب كل غرفة لكل متبرع قام بتجهيزها بالكامل من معدات طبية وسريرية وتلفاز وغيره ،كما قمت بزيارة غرفة الالعاب المخصصة للاطفال هناك فهي غرفة كبيرة واسعة نظيفة جميلة بألوانها وبكل ما فيها من العاب التسلية وكان فيها بعض الاطفال يلعبون ويمرحون ربما تنسيهم هذه الغرفة آلام المرض وأوجاعه . وانت تتجول في هذا المستشفى تشعر فعلا وكأنك بمستشفى امريكي لما تجد من نظام ونظافة ومعاملة حسنة طيبة من كل العاملين تجاه المرضى و الزوار والمراجعين بفضل قدرة الطاقم الطبي في هذا المجال والعلاجات الشمولية الكاملة.
ولكي يستمر هذا المركز بزرع الامل في نفوس كل مرضى السرطان واهلهم وشفائهم أتمنى أن يستمر عطاءات وتبرعات اهل الخير والقلوب الرحيمة تجاه هذا المركز ليبقى منارة تشع في الاردن العربي العزيز وشمس الامل بالشفاء للكثيرين من مرضى السرطان ليس فقط من الاردن ولكن من الدول المجاورة ومن اللاجئين السوريين الذي أصبح لا أمل لهم بالحصول على العلاج غير ايدى المحسنين وأصحاب الخير والعطاء.
وأخيرا لندعو جميعا في هذا الشهر الكريم أن يشفي الله كل مريض في كل مكان في هذه المعموره . .
آخر مقالات الكاتب:
- الفرق بين الغرب والعرب ليس نقطة
- الغزو العراقي – جرح موتني وأنا حي
- رسالة الى كل ارهابي من صقور الاردن
- يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة – بطل الملاكمة محمد علي
- شمس الامل – مركز الحسين للسرطان
- سلّم سواعده وبالخير واعده …. وعد الرجال
- يا طير الفجر سلّم عليها
- جمال الابتسامة … في امريكا
- السهم لولا فراق القوس لم يصب
- حلوى بحرينية وعمانية من سوق المباركية