يُعتبر رجل الدين العراقي الشيعي إياد جمال الدين من أفضل المدافعين عن العلمانية، ويعتقد أن الدولة يجب ألا يكون لها دين؛ فهي كالأم التي ترعى مصالح أبنائها، ولا تفضل أحدهم على الآخر، حتى وإن اختلفوا في معتقداتهم الدينية أو ميولهم السياسية.
وفي رسالة جرى تداولها على وسائل التواصل وجّه خطاباً لدونالد ترامب، المرشح الجمهوري، طالباً منه، في حال نجاحه، أن يسعى إلى وقف موجة الإرهاب التي تضرب العالم، وتفعيل دور مجلس الأمن، والسعي الى إصدار قرارات تعتبر «الإسلام السياسي» خطراً على السلم العالمي، وإن هذا الخطر لا يمكن احتواؤه بغير قرارات أممية، تُلْزِم الدول الإسلامية فرض العلمانية، والدول التي ترفضها تطرد من المنظمة، وتقاطع من الجميع.
وقال إن أغلبية الحكام المسلمين يميلون إلى العلمانية، ولكنهم يخافون تبعاتها، وبالتالي من المهم إجبارهم عليها.
وأما المسلمون، فهم تجمعات من العاطلين عن العمل، فبالأمس كانوا شيوعيين وقوميين، أيام المد الشيوعي والقومي، واليوم صاروا إسلاميين، وغداً سيتحولون إلى شيء آخر، وان عليه إجبار الدول العربية على وقف دعميها المادي والمعنوي لقنوات البث الديني السنّية والشيعية، وحتى منع بث خطب الجمعة.
وقال جمال الدين إنه يائس من ظهور أتاتورك مسلم آخر، والأمل أن يكون ترامب ذلك الأتاتورك، ليفرض العلمانية على الدول العربية والإسلامية، ولو بالإكراه. فقد كانت أكبر أخطاء الرؤساء الأميركيين سعيهم لنشر الديموقراطية والحريّة في الدول العربية قبل نشر العلمانية، فهي مفتاح القضاء على الإرهاب.
وبعيداً عن أحلام جمال الدين دعونا نقرأ ما سبق أن كتبه المغربي سعيد ناشيد في العلمانية، وصور النفاق في مجتمعاتنا، حيث يقول إنه ليس هناك ﻣﻦ ﻧﻔﺎق أسوأ ولا أدنى ﻣﻦ أن تطالب بتطبيق اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ في بلدك ﺛﻢ تهاجر للعيش في بلد ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ، أو تقضي ثلاثة أرباع السنة في بلد ليبرالي! وليس ﻫﻨﺎك ﻣﻦ نفاق أوﻗﺢ ﻣﻦ أن تطالب بزيادة المواد الدينية في المنهاج اﻟﻤﺪرﺳﻲ ﺛﻢ ﺗﺴﺠﻞ أﺑﻨﺎءك في مدرسة أجنبية! وليس ﻫﻨﺎك ﻣﻦ نفاق أﺳﺨﻒ ﻣﻦ أن ﺗﺸﺘﻢ أﻣﻴﺮﻛﺎ وﺗﺤﺮق علمها، ﺛﻢ تقف في طابور سفارتها لتأشيرة زيارة! وان اﻟﻨﻔﺎق هو ألا تكترث للرشى في مجتمعك، وفساد ﺟﻬﺎز اﻟﻘﻀﺎء وتفشي الواسطة والمحسوبية وﺗﺒﻴﻴﺾ اﻷﻣﻮال، وانتشار اﻟﻐﺶ، وانتشار تجارة اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺠﻬﺎدﻳﺔ وﺗﻬﺮﻳﺐ اﻷﺳﻠﺤﺔ، ﺛﻢ ﺗﺮاه في ﺗﻨﻮرة قصيرة، أو شعر بلا حجاب!
اﻟﻨﻔﺎق هو أن ﺗﻌﻠَﻢ ﻋﻠﻢ اﻟﻴﻘﻴﻦ، وﺑﺎﻷرﻗﺎم أنّ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺪﻳﻨﺎ في اﻟﻌﺎﻟﻢ هي أيضاً اﻷﻛﺜﺮ ﻓﺴﺎدا في اﻹدارة واﻟﻘﻀﺎء واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، واﻷﻛﺜﺮ هدراً ﻟﺤﻘﻮق الأقليات وﺗﺤﺮّﺷﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء، واﻷﻛﺜﺮ اﻋﺘﺪاء على اﻷﻃﻔﺎل، ﺛﻢ ﺗﻘﻮل ﻟﻠﻨﺎس: انّ سبب ﻓﺴﺎد اﻷﺧﻼق هو نقص في فهم اﻟﺪﻳﻦ!