كلما قرأت الحديث القدسي «وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره ولم يفعل» دخلني الرعب لخوفي أن أكون أحد الذين يرى أو يسمع عن ظلم وقع على أحد ولم أساعد على رفع الظلم، فالوعيد ليس من مسؤول أو حاكم، بل هو من رب العزة الذي إذا وعد لا يخلف وعده.
قبل أيام يقرر وزير التربية فصل معلم بسبب مقطع صور من خلال هاتف تلميذ في إحدى مدارس منطقة الجهراء التعليمية وتكسب به بعض الباحثين عن زيادة المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يتحققوا من دقة المقطع.
لقد سمعت من أكثر من مدرس عن صحة هذا المقطع وعرفت أن هناك كثيرا من اللبس شاب الموضوع ولم يتم التأكد منه حتى لا يظلم أحد فقد تيقنت من كثير ممن زاملوا ذلك المعلم من حرصه على التعليم الصحيح وتفانيه في عمله ومحبة واحترام تلاميذه وزملائه له.
نعلم حرص معالي الوزير على سير العملية العلمية على النهج الصحيح ونشد على يده بأن يقف موقفا حازما ضد كل من يريد العبث بمستقبل أبنائنا الطلبة، ولكن عليه أن يتأكد من عدم وقوع الظلم على التلاميذ أو المدرسين فهم جميعهم في ذمته أمام الله ولن ينفعه طلاب الحصول على الإعجاب بما ينشرون، فمن يبحث عن الإشادة بتلك المواقع لا يهمه الإشادة بدرجاته العلمية.
لقد برأت ذمتي أمام الله وحاولت نصرة مظلوم خوفا من وعيد القادر على كل شيء، وعليك يا وزير التربية أن تبرئ ذمتك أمام الله فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» فانجُ بنفسك.
أدام الله من نصر المظلومين، ولا دام من كان بيده أن ينصرهم ولم يفعل.