يلعب المعلم دوراً حيوياً في إكساب الطلاب نوعيات معينة من الذكاء، حيث أنه يلاحظ المواهب والمهارات المختزنة في داخل كل طالب أمامه، والتي تتطلب من يكتشفها ويغذيها.
وعند الحديث عن الذكاء فنحن لا نعني ذلك المفهوم القديم للذكاء المحصور في زاوية التفوق في المواد الدراسية، إنما نقصد المفهوم الحديث الواسع للذكاء، والذي حدد مجالات كثيرة يظهر فيها الفرد قدرة خارقة في مجال معين، وأصبح من اللازم البحث عن جانب الذكاء عند الطالب ذي التحصيل المتدني بنفس الحرص على البحث عنه عند الطالب ذي التحصيل المرتفع.
ليكن في الحسبان بأن المعلم يملك القدرة على التأثير الإيجابي على الطالب، فمتى ما توقع من الطالب مستوى عالٍ من الأداء في أي نشاط، فهدا سيؤدي بالفعل إلى مستوى أداء عالٍ، وذلك لما يملكه المعلم الناجح من مهارات ذاتية ، ومن واقع تجاربه الناجحة في المجال العملي، والتي جعلت منه شخصاً قادراً على استخراج القدرات الكامنة داخل طلابه.
من هنا أصبح من الممكن تحويل المدرسة إلى مصنع، ومن الأمور التي تُصنع فيه الذكاء، وذلك بفضل جميع القائمين عليها وخصوصاً المعلم، وأصبح من الضروري الابتعاد عن التعليم المنهجي التقليدي، وليكن مناخ المدرسة حافل بالإثارة والتجديد، كما يفضل تغيير النظم واللوائح القائمة على الثواب والعقاب، وليتم إعطاء الطالب حق المشاركة في اتخاذ الأسلوب المناسب للفعل الذي صدر منه ومناقشته به، ولا يجب الاستخفاف بعقل الطالب، وضرورة فهم طريقة تفكيره.
وأخيراً يمكن القول بأن الذكاء قد يعتبر مادة خام لا قيمة لها متى ما تم إهمالها، وتمت غير فعالة في داخل المخ، فهو بحاجة إلى مصنع لتحويل المادة الخام إلى مادة لها قيمة ويمكن الاستفادة منها، ولا أعتقد بأن هناك مصنع أفضل من المدرسة، فالمدرسة مصنع الذكاء.