فشل اجتماع وزراء النفط الأول في الدوحة يوم الأحد الماضي؛ بسبب عدم التزام ايران واصرار المملكة العربية السعودية على التزام جميع الدول المنتجة للنفط بتجميد الإنتاج. بالرغم من تفاؤل الجميع في صباح اليوم نفسه وبعد تسريب «وثيقة» رويترز بأن اتفاقا وشيكا، سيحدث، على تجميد الانتاج حتى اكتوبر القادم مع انشاء لجنة متابعة مكونة من دول اوبك ومن خارج المنظمة؛ لمراقبة معدلات الانتاج، والدعوة لحضور الاجتماع القادم في موسكو. لكن اصرار كل من الدولتين على مواقفهما ادى الى انهاء الاجتماع وبالفشل. مع دعوة دول من خارج أعضاء منظمة اوبك بحل خلافاتهم أولا قبل دعوتهم مستقبلا.
وكان اجتماع الدوحة هو ثاني اكبر تجمع للدول النفطية من داخل المنظمة النفطية وخارجها؛ ممثلين بـ18 دولة تنتج حوالي %70 من انتاج العالم من النفط. وكانت فرصة نادرة للحوار وتبادل الآراء، ونتائجه كانت ستكون نادرة بالاتفاق خاصة من روسيا التي كان من مصلحتها ايضا تجميد الانتاج، وهذا لم يتحقق بالرغم من ان النوايا كانت خاصة للوصول الى استقرار في اسعار النفط؛ ومن ثم الارتفاع التدريجي لبرميل النفط.
ووجود ايران وحضورها لم يكونا مؤثرين اصلا؛ وهي التي كانت تطلق التصريحات المتتالية حول عدم التزامها بتجميد الانتاج؛ مع انها اصلا غير قادرة على زيادة انتاجها فوريا؛ لكن تدريجيا حتى الوصول الى حوالي 500 الف برميل مع نهاية العام الحالي؛ هذا ان استطاعت. ولكن هذه الكميات لا تمثل كمية تؤدي الى خفض او تراجع في أسعار النفط. ولكن يبقى الأمر متعلقا بالاتفاق الجماعي على التجميد. وهنا ظهرت المشكلة والقرار.
وهكذا انتهى الاجتماع بعدم الاتفاق.. لم تهبط الأسعار مثلما كان متوقعا بسبب فشل الاجتماع، ولكن بسبب إضراب عمال النفط في الكويت؛ الذي ادى الى خفض انتاج تصدير النفط الخام والمشتقات النفطية المكررة من المصافي. وحافظت فيها أسعار النفط عند معدلاتها السابقة. ومازالت الأسعار متماسكة وما فوق الـ40 دولارا لمؤشر برنت. وان تجاوزنا الشهر القادم؛ فان أسعار النفط ستتحسن وستؤدي الى خفض الفائض من النفط. لكننا ابدا لم نتوقع فشل الاجتماع بعد كل هذا العدد من المشاركين.
آخر مقالات الكاتب:
- لا داعي لنصيحتكم الضارة..!
- قوة وتماسك «أوبك» منها.. أم من خارجها؟!
- مستقبل سعر البرميل
- مجالات التعاون التجاري ما بين الكويت والعراق
- البرميل المرتفع.. والاستثمار
- مَن يقود البرميل؟
- قطر والاستثمار النفطي في روسيا
- وأخيراً تم التوقيع
- «أوبك».. هل من توقيع؟!
- كويت المستقبل
