الدنيا هيصة؛ إضرابات، وتجمعات، وقصف تصاريح متبادل، وتصدير النفط يتناقص، وأسعار النفط تضع يدها على فمها ترقباً لما سيحدث، ووكالات الأنباء العالمية تحسب خطوات النمل حول الحدث، والمحللون الاقتصاديون العالميون يمسكون بأوراقهم وأقلامهم ويتابعون أخبار إضراب عمال النفط الكويتيين… وليلة طويلة.
كل هذا، وبعض نواب هذا المجلس المزيون لم يدلوا بتصريح واحد عن الحدث، ولم يعطسوا عطسة قد نعرف منها موقفهم تجاه أهم حدث في المنطقة في هذا الوقت. وأظن أنهم لم يسمعوا بما حدث، أو لم يفهموه، فديتُ قلوبهم.
لذا، سنشرح لهم الوضع، تطوعاً منا وخدمة لا نرتجي من ورائها إلا الأجر. سنشرح لهم التعريفات، ونجيب عن استفساراتهم إن استفسروا، مراعاة لظروفهم.
سنشرح لهم أولاً معنى “الحقوق المكتسبة للموظف”، وهي ما تم التوافق عليه بين الموظف وجهة العمل، وحصل بموجبها الموظف على امتيازات معينة، مقابل واجبات محددة. وإن استفسروا عن معنى “جهة العمل”، سنجيبهم: هي الجهة التي يعملون لمصلحتها، بناء على عقد مسبق. وإن سألوا ما هو العقد؟، سنوضح لهم: هو ورقة، أو مجموعة أوراق، تحوي بنوداً اتفق عليها الطرفان، ومن يُخل بالعقد يتحمل المسؤولية. وهنا، أي في مسألتنا هذه، جهة العمل هي التي أخلت بالعقد وبنوده. أي أن موظفي النفط يدافعون عن مكتسباتهم وحقوقهم، ولا يطلبون المزيد.
وإن سألونا عن موظفي النفط، قلنا لهم: مجموعة من الكويتيين الذين يعملون في مصافي النفط وشركاته ومؤسساته. فإن استوضحوا عن معنى “النفط”، بيّنا لهم أنه سائل لزج ثقيل، يعتمد عليه الشعب الكويتي في معيشته ورواتبه ومصدر رزقه. فإن سألونا: ما هو الشعب الكويتي؟ بكينا ورفعنا أيدينا بالدعاء ونمنا.