في شهر شعبان الماضي شاركت في ندوة حوارية في مدينة جيفور الفرنسية، وكانت مشاركتي منصبة في بيان محاسن الإسلام ودفع بعض الشبه المثارة حوله، والتي كان من أخطرها شبهة: أن الإسلام يهضم حقوق الآخرين، ولا يقبل بالتعايش، فبينت لهم شيئا مما جاء في السنة النبوية الصحيحة مما يكشف هذه الشبهة، وذكرت لهم بعض النماذج من تعايش نبينا ﷺ مع أقوام يخالفونه في الدين، فالتعايش الذي جاء به ﷺ هو التعايش الذي ندعو إليه.
وبعد انتهاء الندوة ونزولي من على المنصة فوجئت بامرأة كبيرة في السن، قد ابيض رأسها عن بكرة أبيه، فطلبت من المترجم أن يترجم كلامها لي فوافق -جزاه الله خيرا-، فبدأت بالثناء على مشاركتي وتقبلي للاعتراضات والحوار، ثم قالت: لكني أستغرب أن يصدر هذا من رجل يعيش في بلد يدعم المجرمين في داعش!، واسترسلت في كلامها حتى فرغت، ثم بينت لها براءة الكويت من هذه التهمة وعددت لها الأدلة والبراهين على ذلك، وكان مما قلته لها: إن الانتماء لداعش كفيل باعتقال الأجهزة الأمنية لصاحبه، وبينت شدة حقد الدواعش وعدائهم للكويت وكثيرة تهديدهم لها وخطرهم عليها.
ثم ظهر لي منها علامات الاقتناع وشكرتني على الإيضاح، والله أعلم بما في صدرها.
هذه الحادثة وغيرها كثير، تعطينا تصورا حول صورة الكويت بلد الإنسانية عند كثير من الناس الذين لا يعرفونها، ومن هنا فإن المسؤولية عظيمة على الجميع في بيان حقيقة ما يعتقده أهل الكويت، وبراءتهم من الغلو والتطرف، بل وشدة نبذهم وحربهم على المستوى الرسمي والشعبي للغلو والتطرف وأهلهما. والله الموفق