الترقيع مهنة مهمة جدا يختص بها البعض عن سواهم فليس كل شخص يستطيع أن يقوم بالترقيع، خصوصا أن هناك أمورا من الممكن ترقيعها، وهناك أشياء أخرى لا يمكن ترقيعها حتى لو كان صانعها الأصلي فإنه سيعجز عن ترقيعها.
يحكى أن هناك شخصا امتهن الترقيع ولديه مخرج لكل كذبة يقولها الآخرون حتى أصبح مضرب مثل في الترقيع ففي أحد الترقيعات ذكر أحدهم أنه اصطاد غزالا بطلقة واحدة وكسر قرنه ويد الغزال فقالوا له إنها كذبة فلا يمكن فعل ذلك بطلقة واحدة.
ولكن المرقع أو الرقاع ولا أعلم أيهما أصح لغويا قال مرقعا لقصة الطلقة «شك وهي تحتك» وحين طالبوه بالتفسير لترقيعه قال إن الغزال كان يحك يده بقرنه، وبهذا يكون قد أصاب اليد والقرن في نفس اللحظة.
حينها طلب منه احدهم أن يرقع له قصته مع البطة التي اصطادها وهي تطير وحين احضرها وجدها مشوية ومحشية فقال المرقع «سهلة» لقد ضربها بطلقة ومن قوة الضربة اشتعل ريش البطة فوقعت على الأرض فتدحرجت على الحشائش التي وقعت عليها بأرض «الصبخ المالحة» فتمت عملية الشواء، ولكنه قال لصاحب الكذبة «يخرب بيتك شلون الحشو من وين أجيبه».
لقد تذكرت قصة المرقع وأنا أشاهد شعار نقابة العاملين بشركة نفط الكويت الذي وضعوه لإضرابهم تحت عنوان «من أجل الكويت ومن أجل مستقبلها وأبنائها»، وقد حاولت أن أرقع لهم مطالبهم ولكن مسألة من أجل الكويت خربت أي ترقيع يمكن ان ترقعه لهم، فالواضح أنهم يقصدون «مستقبلهم ومستقبل أبنائهم»، فكيف نرقع قصة مصلحة ومستقبل الكويت وهم يضرون الكويت بإضرابهم.
أدام الله من قدم مصلحة وطنه على مصلحته ومصلحة أبنائه، ولا دام من تكسب باسم الكويت وهي آخر اهتماماته.