هل يمكن لعاقل أن يفهم ما قامت وتقوم به «داعش» الحمقاء التي تقاد بالعملاء ويتبعها الأغبياء، من قتل وغدر في عرعر والعريش ثم حرق للشهيد معاذ الكساسبة الذي أفقدها تعاطف الشعب الأردني كما أفقدتها عملياتها الأخرى تعاطف شعوب المنطقة كلها وعجّل بتنفيذ القصاص العادل في ساجدة الريشاوي والكربولي؟ كما فوت قتل داعش لليابانيين فرصة حصد المكاسب من الحكومة اليابانية وكأن التنظيم يقوم بالقتل للقتل ذاته وليس لأي هدف آخر (كتبنا في 8/12/2014 مقالا عن داعش ونظرية القتل للقتل).
***
وكنا قد كتبنا قبل ذلك في 13/11/2013 عن «كوبة كوباني»، موضحين الغباء أو العمالة الشديدة لقرار داعش الهجوم على كوباني كونها تقع في قلب منطقة كردية خالصة وضمن بيئة معادية تماما لداعش ومن ثم ستحرر آجلا أو عاجلا منهم، وكان واضحا ان العملية ستؤدي الى وحدة الأكراد في سورية والعراق وتقوية النزعة الانفصالية لديهم ما يساعد مشروع تقسيم وتفتيت دول المنطقة وتسليمها لقمة سائغة لأعدائها وقد أدت تلك العملية الغبية لقتل آلاف المتطرفين دون أي مكسب فيما هو أقرب لمصيدة الفئران لهم!
***
وقد عرضت قبل أيام القناة الفرنسية تقريرا ميدانيا من كوباني بعد تحريرها يظهر الانتصار المذهل الذي لم يتحدث عنه أحد للقوات الكردية ممثلة في تنظيمي ميليشيا حماية الشعب الكردي السورية والبيشمركة الكردية العراقية، وحسب التقرير فقد قارب قتلى داعش 4 آلاف قتيل مقابل 400 فقط للقوات الكردية المشتركة التي كان نصفها من النساء مع فارق التسلح لصالح داعش المزودة بالأسلحة الحديثة والثقيلة مقابل الأسلحة الفردية القديمة للأكراد.
***
لقد أصبحت مدينة كوباني التي دمرت بالكامل بسبب قصف الأسلحة الثقيلة لداعش وهجرها ما يقارب 200 الف من أهلها أقرب، للشعب الكردي، لمدينة ستالينغراد للشعب الروسي، وبودنا لو تقدمت الدول الخليجية بدعم مادي لاعمارها والجامعة العربية بالدعم الفني كي يصلح المخلصون العرب ما دمره المتطرفون والعملاء العرب من مبان وما تسببوا فيه من آثار سيئة في نفوس الشعب الكردي البطل والصديق.
***
آخر محطة:
(1) إسرائيل وحدت العرب بينما قسمت داعش شعوب دولنا العربية، لذا فهي أضر واقعا من اسرائيل بكثير والتي واجهتها جيوشنا العربية مجتمعة في 48 و67 و73، لذا فلماذا لا يتم تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك تجاه أخطر تحد تواجهه أمتنا العربية في تاريخنا الحديث؟ ومن ثم تدخل جيوش الأردن ومصر والعراق والخليج بموافقة القيادة السورية للقضاء على داعش خلال أيام قليلة ويفترض ان تؤيد أنقرة ودمشق ذلك العمل وتقوما بمباركته، فرفضهما له يكشف ويفضح الكثير وقد يجيب عن سؤال القرن وهو: من يقف خلف داعش؟
(2) تظهر الصور والأشرطة ما تقوم به داعش تجاه أيتام وأطفال من قتلهم التنظيم بشكل مباشر عبر إعداماته الكثيرة، أو غير مباشر عن طريق زجهم بحروبه العبثية والغبية، وهو ما يتطابق تماما مع ما يقوم به جيش الرب المسيحي الإرهابي في أوغندا وجنوب السودان من غسل لأدمغة الأطفال والشباب وتسليحهم لدرجة تجعلهم أحيانا يشاركون في قتل والديهم بحجة كفرهم، هذه الحقيقة توحي بأن خالق ومنشئ التنظيمين اللذين لا علاقة لهما بالمسيحية أو الإسلام.. واحد!