الأنظار تتجه هذه الايام إلى الكويت، التي من المنتظر أن ينعقد فيها مؤتمر يجمع الأطراف المتصارعة في اليمن.لكن السؤال، لماذا دولة الكويت بالتحديد؟
اولاً، لسمو الأمير حكمته الديبلوماسية وقد أنشأ «ديبلوماسية الوساطات» منذُ كان وزيراً للخارجية، وقد رسخ هذه القاعدة في أكثر من أزمة، وكانت للكثير منها نتائج إيجابية.
ثانيا، لو تابعنا الأحداث منذُ سقوط نظام صدام حسين، وتحول المنطقة إلى صراع طائفي حاد، انعكاساً لما يحدث بين المكونات العراقية، ولموقعنا الجغرافي القريب من العراق، خصوصا أننا في بلد حريات وديموقراطية، وهذه الحُرية سلاح ذو حدين… وبوجود الحرية ستتعاطى مكونات البلد مع ما يحدث على حدودها القريبة، ومن الممكن أن تنتقل بعض هذه الأفكار إلينا، لكن بفضل من الله، ثم بحكمة سموه، تخطينا هذة المرحلة، بل ازدادت اللُحمة بين مكونات المجتمع.
ثم لو انتقلنا إلى «بعض الجفاء» الذي حدث سابقاً داخل البيت الخليجي، فسنجد أن سمو الأمير كان الإطفائي، مما كان له الأثر في ما نشاهده الآن من تلاحم أبناء دول مجلس التعاون الخليجي مع قياداتهم في «عاصفة الحزم».
فأبناء الكويت يشاركون إخوانهم في «عاصفة الحزم»، وفي الوقت نفسه، فإن الطرف الآخر في الصراع، يثق في حكمة سمو الأمير، لإخراجه من مأزقه في اليمن.
لذلك فإن سياسة الكويت في الكثير من الأزمات، تكمن في الحياد الإيجابي مع التمسك بالثوابت والمصلحة الخليجية العليا، وفي اعتقادي فإنها مدرسة جديدة أنشأها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح – حفظه الله – سوف تُدرس في العلوم السياسية للأجيال المقبلة من أبناء الكويت.