رد الجميل، وشكر المحسن على إحسانه من الأخلاق الإنسانية العليا التي أقرها الإسلام، فإن من مقاصد بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم: إتمام مكارم الأخلاق، فالأخلاق الكريمة كان كثير منها موجود عند العرب وغيرهم قبل الإسلام، فجاء صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق، كما جاء عنه في الحديث الصحيح.
ومن ذلك شكر المعروف ومسديه، ورد الفضائل بمثلها أو أحسن منها، وهذا الشكر يتفاوت في درجاته وأحواله وأهله، يقول الشيخ الجليل ابن عثيمين- رحمه الله- في كتابه «شرح رياض الصالحين» (4/22):
«والمكافأة تكون بحسب الحال، من الناس من تكون مكافأته أن تعطيه مثل ما أعطاك أو أكثر، ومن الناس من تكون مكافأته أن تدعو له، ولا يرضى أن تكافئه بمال، فإن الإنسان الكبير الذي عنده أموال كثيرة، وله جاه وشرف في قومه إذا أهدى إليك شيئا فأعطيته مثل ما أهدى إليك رأى في ذلك قصورا في حقه، لكن مثل هذا ادع الله له، «فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه»، ومن ذلك أن تقول له: (جزاك الله خيرا)، وذلك لأن الله تعالى إذا جزاه خيرا كان ذلك سعادة له في الدنيا والآخرة» انتهى.
وقد أمر صلى الله عليه وسلم بهذه السجية المباركة فقال: «من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوا به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه» رواه أبو داود وصححه الألباني.
وإن من المكافأة القول لصاحب المعروف: جزاك الله خيرا.
فمن أحسن إليك بأي صورة من صور الإحسان فرد إليه إحسانه بقولك: جزاك الله خيرا، فإن هذا الدعاء المبارك يعد من أفضل ما تقدمه لإخوانك وما تشكر به من أردت شكره، فهي عبارة تتضمن أبلغ الثناء، كما قال صلى الله عليه وسلم: «من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا. فقد أبلغ في الثناء» رواه الترمذي وصححه الألباني.
فعود لسانك على هذا الشكر والثناء، ورد الجميل ببالغ الثناء، في عملك ومراجعاتك للوزارات والجهات، في مجالسك، قل لمن احسن إليك: جزاك الله خيرا.
تغريدة: لا تشك همومك لوالديك إذا كانا عاجزين عن حلها، لأن شكواك لهما في هذه الحال ستصيبهما بالحزن والهم والغم فقط.
والحمد لله رب العالمين.