هناك علامات تعجب كثيرة تحتاج إلى تحليل واستفسار ، وتحتاج إلى معرفة ما يدور بالكواليس المظلمة في الغرف القيادية ” الرئاسية ” التي تطبخ فيها المؤامرات والخطط ، وتحتاج أيضا بأن يعرف المواطن العربي السبب وراء ما حصل ويحصل في عالمنا العربي من جراء ” فوهة البركان ” التي أشعلت ثورات الربيع العربي ، حيث انكشفت الحقيقة حتى أصبحت واقعا ملموسا نراه بأم أعيننا ، والحقيقة التي لا يجب أن ننكرها ” سياسيا ” هي تنحي حسني مبارك في مصر ، وهروب زين العابدين من تونس ، وقتل القذافي في ليبيا ، وسقوط علي صالح في اليمن ، ولكن هنا يأتي منبع التعجب ! إلى متى سيبقى طاغية سوريا حرا طليقا يسرح ويمرح تحت جثامين أطفال ونساء وشيوخ سوريا ! وهل ستحين ساعة الصفر لهذا الطاغية المجرم لكي يأتي دوره أما بالهروب أو القتل ! فما يفعله من مجازر وحشية ، وإبادات جماعية فاقت وتعدت كل معاني الإنسانية والرحمة تعتبر من الجرائم التي لا يغفر لها التاريخ ، وتعتبر أيضا من كبائر المحرمات الدولية المنصوص بها دوليا وقانونيا .
فكم من مجزرة وحشية ارتكبت في عصره ، وكم من إبادة جماعية حصلت في حكمه ، وكم مليون سوري شرد في عصره ، وكم أسرة تفرقت وتعذبت بسببه ، وكم من مدينة وقرية حوصرت وجوعت بأمره ، فالحكاية أكبر من هذا ” الطاغية ” الذي يحكم سوريا ، فهذا الملقب ببشار الأسد الذي جلب إلى سوريا الدمار الوحشي الذي فاق وتعدى دمار الحرب العالمية الأولى والثانية ، بل والأهم من ذلك سمح لإيران واستخباراتها العسكرية بالعبث وتدمير كل شيء جميل في سوريا ، وسمح بالميلشيات العراقية الشيعية وبشياطين حزب الله اللبناني بالتحكم في مقدرات الشعب السوري وبمعاونة ومساندة بعض رجال الأعمال الشيعة في الخليج العربي ، وهذا فعلا ما تريد أن تفعله إيران وتخطط له منذ زمن بعيد وهو بسط نفوذها الأقليمي في ما يسمي بدول ” محور المقاومة ” ، فهذا يؤكد ما صرح به القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري إلى ” ضرورة وأهمية إلغاء الحدود بين كل من العراق ولبنان وسوريا ” ، وفعلا هذا ما يحصل حاليا على خريطة العالم العربي سياسيا .
فالجرائم التي تفتعلها إيران وحلفائها أمريكا وإسرائيل في تعزيز السيطرة والنفوذ على ما يسمى بدول محور المقاومة بات واضحا ومرئيا للعيان ، وخاصة بعد إحتلال العراق الذي شكل إنهيارا واضحا في موازين القوى في المنطقة ، حيث فتحت أمريكا ذراعيها للنفوذ الإيراني بالتغلغل العسكري والإستخباراتي ، وسمحت أيضا بدخول المليشيات الإيرانية ذات الطابع الإرهابي إلى العراق ، وامتد الإرهاب الإيراني إلى سوريا ولبنان واليمن ودول الخليج العربي بدرجة ” إمتياز مع مرتبة الشرف ” .
وأخيرا السؤال كيف لنا أن نواجه هذا المد والسرطان الإيراني الخبيث في سوريا العراق واليمن ولبنان ” علامة تعجب ” ، أليس من الأفضل أولا أن نتخلص من بعض ” اليهود العرب ” الذين باعوا أوطانهم وكرامتهم ومذاهبهم لصالح إيران ! أليس من الأفضل أن نتخلص أولا من إحتلال دولنا العربية من أيدي بعض الحكام العرب الذين باعوا شعوبهم من أجل الحفاظ على كراسيهم المخملية ، ومن ثم نفكر ونتحدث عن الحلول في مواجهه المد الإيراني الخبيث !! ، قال الله تعالى ” وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ” صدق الله العظيم .