كل ده كان ليه يا إيطاليا. “دماء الطالب ريجيني ستكون شغلنا الشاغل”، و”لن نسمح بمس كرامة الإيطاليين”، و”سنطلع نواب البرلمان الإيطالي على التفاصيل أولاً بأول”، و”سنتخذ تدابير وإجراءات تجاه مصر إذا لم تكشف حقيقة مقتل الطالب ريجيني”، و”يجب أن يأتي وفد مصري إلى روما كي يشرح لنا أدق التفاصيل”، وغير ذلك من التصريحات المتشنجة اللي تبرز فيها عروق الرقبة، قالها مسؤولون إيطاليون كبار.
كل هذه الظهولة الإيطالية (هنا تعني المبالغة) من أجل طالب إيطالي قُتل في مصر. يا بلاش. والمصيبة أن الظهولة هذه لم تقتصر على الطليان، بل امتدت إلى كبريات وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام الشهيرة، وصرح المسؤول الفلاني، وعقد العلاني مؤتمراً صحافياً، وتظاهرات هنا وهناك تندد بما حدث لهذا الطالب السوبر، وليلة طويلة.
والمصريون، كبدي عليهم، لم يتركوا تصريحاً من “تصريحات السفراء العرب المعلبة” إلا قالوه، بدءاً من “العلاقات التي تربط البلدين قوية ومتينة” وليس انتهاء بـ”استناداً إلى الروابط التاريخية بين البلدين سنتجاوز هذه الأزمة”. ومع ذلك لم تهدأ جنيّة الطليان. في حين حلق بعض الإعلاميين المصريين في فضاءات مهجورة، لم يحلق فيها أحد غيرهم، عندما اكتشفوا أن “حكاية ريجيني لعبة مخابراتية عالمية لعرقلة تقدم مصر”.
يا أيها الطليان يهديكم يرضيكم، استهدوا بالله. أبداً لا هدى ولا رضى. طيب اكتشفنا القتلة وقتلناهم، وها هي جثث القتلة الخمسة مرمية أمامكم على قارعة الطريق. ويرد الطليان بطريقة الأطفال “اندددوا”، ويرددون شعار الزير سالم “نريد ريجيني حياً”. إنا لله وإنا إليه راجعون. طيب هناك مواطن مصري مفقود في إيطاليا منذ العام الفائت. هنا رد الطليان رداً جعل المسؤولين المصريين يندمون أنهم تحدثوا عن فقيدهم… لا إله إلا الله، من الذي أدخلنا في لعبة مع هؤلاء الطليان الذين لا يعرفون المزاح؟
لذا سأنصح المسؤولين العربان: خلوا اللعب محلياً، دونكم شعوبكم، بسم الله ما شاء الله، افعلوا بهم ما تشاؤون. بلاش اللعب مع الأوروبيين والأميركان وشعوب الدم الثقيل. هؤلاء لا يعرفون المزاح ولا يصدقون شعار “نحن دولة مؤسسات وقوانين”، ويظهولون، ويقلبونها نكداً في نكد، الله ينكد عليهم.