تسييس المجتمع الذي نعيشه في الوقت الحالي، أمر دخيل علينا في الكويت، فالمتابع لمجريات الأحداث سيشاهد أن هذه الظاهرة وصلت الى ان يكون الأساس في يوميات المواطن، متابعة الأحداث السياسية، وأما المواضيع الأخرى فهي هامشية وليست ذات أهمية بالنسبة اليه.
فتشاهد جميع مكونات المجتمع تتابع الأمور السياسية من جميع المراحل واختلاف الأجناس فتجد الطبيب، والمهندس، والفنان، وغيرهم يتعاطون بالأمور السياسية وتجد أن الدواوين التي هي موروث اجتماعي كويتي، تحولت في مجمل نقاشاتها، الى برامج حوارية سياسية ذات طابع جماهيري!
بل تجد حتى من يذهب إلى الأماكن العامة والمجمعات من المواطنين «من تغط اذنبك صوبهم» ستجد معظم أحاديثهم عن السياسة، فهل هذه ظاهرة صحية؟
باعتقادي أنها ظاهرة تضر بالبلد وتمنع تقدم المجتمع وتقتل الإبداع في التخصصات الأخرى، فستجد من يحمل تخصصات علمية أو فنية أو رياضية سيقل اهتمامه في تخصصه وينشغل بالأمور السياسية!
ولو أخذنا مثالا من الدول الغربية، فسنجد أن المجتمع ليس مسيّساً بالكامل كما هو الحال عندنا وان مجتمعهم متنوع التخصصات والاهتمامات، فكل شخص يحاول الإبداع في مجاله الذي يعمل به، لذلك هم يتقدمون ونحن نتأخر!
* ذكر لي أحد الأصدقاء السوريين حادثة، يقول فيها انه «في أحد الانتخابات الرئاسية في سورية قبل الثورة، دخلت إلى السفارة السورية في الكويت لكي أنتخب، وكان في صالة الاقتراع صندوقان… اذا كنت توافق على بشار الأسد، تضع ورقة الاقتراع في الصندوق على جهة اليمين، واذا كنت ترفض، تضعها في الصندوق على جهة اليسار!
يكُمل الصديق «متى ما ذهبت في اتجاه الصندوق اليسار، ذهبت عائلتك بأكملها إلى أقرب فرع للمخابرات في سورية»، ولكي يتخطى هذا الشاب السوري التخطيط المخابراتي ذهب إلى صندوق تأييد بشار ووضع ورقة كتب عليها «أرفض ترشيح بشار». فالذي يسمع تصريحات مسؤولي جماعة بشار عن احقية الشعب في تقرير مصيره في عملية انتخابية، لا يروح تفكيره على انتخابات مثل أميركا والغرب، يكون غلطان كتير كتير، راح تكون على نموذج السفارة السورية في الكويت يا تسلملي.