من يقول إن السياسة الأميركية ثابتة لا تتغير بتغير الرؤساء الأميركيين مخطئ فنعم هناك ثوابت في السياسة الأميركية ولكن هناك متغيرات تتأثر بتغير الرئيس المسؤول دستوريا عن السياسة الخارجية الأميركية، ومن يقرأ كتاب اندروسكوت كوبر «قبل سقوط الشاه بقليل» ترجمة د.حمد العيسى، وكتاب «وزير البلاط الإيراني وأقرب مقربي الشاه اسد علم»، يعلم كيف تحولت السياسة الأميركية الحميمة مع شاه إيران في منتصف السبعينيات في عهد الرئيس الجمهوري فورد ووزير خارجيته اليميني د.هنري كيسنجر الى النقيض من ذلك تماما مع وصول الرئيس الديموقراطي كارتر ومستشاره للأمن القومي اليساري د.زبغنيو بريجنسكي، ما أدى الى سقوط الشاه ولربما لو تم احتلال الكويت عام 91 في عهد الرئيس بيل كلينتون الذي كان على رأس أولوياته الاقتصاد الاميركي وكيفية توفير الأموال وتقليص العجز وخلق الفوائض لما تحررت الكويت حتى اليوم، فالبكاد استطاع قرار الحرب أن يمر من مجلس الشيوخ الأميركي.
فمن يفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل سيكون له تأثير مباشر على ما سيجري في منطقة الشرق الاوسط والخليج خلال الفترة الممتدة من 2016ـ2020 وما بعدها، وقد يكون مرشح رئاسي اميركي افضل للقضايا العربية (الفلسطينية، السورية، العراقية، الليبية..الخ)، وقد يكون مرشح رئاسي آخر افضل لقضايا دول الخليج التي تتصدرها سياسته النفطية ورؤيته لتداعيات وارتدادات الاتفاق النووي الايراني.
***
المرشح دونالد ترامب على سبيل المثال هو الأسوأ بالنسبة لدول الخليج كونه التزم بشكل مسبق بأن يلزم دولها بدفع فواتير الدفاع عنها في زمن التقشف أو يتركها للرياح، اضافة الى انتمائه الى الشمال الاميركي الصناعي الذي يسعد، بعكس النفطي، بأسعار متدنية للبترول كي تسعد مصانعه ويسعد رجال أعماله وسائقو سياراته، أما على الجانب العربي وتحديدا ما يخص القضية الفلسطينية فقد لا يكون المرشح ترامب بذلك السوء كونه متمردا وخارج المنظومة السياسية المعتادة، ما يجعله لا يخضع للوبي الصهيوني وقد يجد في اسرائيل ومطالب رئيس وزرائها عبئا ماليا وسياسيا يجب ألا تتحمله الولايات المتحدة!
***
المرشح الديموقراطي اليساري المتطرف في اشتراكيته بيرني ساندرس قد يكون مناسبا رغم يهوديته للقضايا العربية، إلا انه لن يكون بالضرورة على ود مع دول الخليج المحافظة اليمينية، المرشح الجمهوري الشاب ماركو روبيو لديه علاقات وثيقة باللوبي الصهيوني وقد يكون مضرا للعرب وللخليجيين، تقابله المرشحة الديموقراطية المعتدلة السيدة هيلاري كلينتون التي قد تكون مناسبة بسبب خبرتها الطويلة في أمور المنطقة لكل من العرب والخليجيين، وأخيرا المرشح الجمهوري المحافظ تيد كروز القادم من تكساس بلد النفط وقد يكون الانسب لدول الخليج والأبعد عن القضايا التي تهم العرب.
***
آخر محطة:
(1) في مقال نشرته صحيفة «هاآرتس» الاسرائيلية اليسارية، يرى المقال أن مصلحة اسرائيل تتأتى بأن يصل الى الحكم في الولايات المتحدة نوفمبر المقبل المرشحون حسب الترتيب التالي: ماركو روبيو، تيد كروز، هيلاري كلينتون، بيرني ساندرس، ودونالد ترمب.
(2) أعتقد ان مصلحة دول الخليج تتأتى بأن يصل الى الحكم في اميركا المرشحون حسب الترتيب التالي: تيد كروز، هيلاري كلينتون، ماركو روبيو، بيرني ساندرس، ودونالد ترمب.
(3) وأعتقد ان مصلحة العرب وخاصة فيما يخص القضية الفلسطينية ان يصل الى الحكم مرشحو الرئاسة الأميركية حسب الترتيب التالي: هيلاري كلينتون، دونالد ترامب، بيرني ساندرس، تيد كروز، وماركو روبيو.