سامي النصف

«داعش» شخصية العام 2015!

شخصية العام لا يتم اختيارها عالميا كونها الأكثر عطاء وسخاء للإنسانية بل في كثير من الأحيان يتم الاختيار على معطى الأكثر تأثيرا سلبا أو إيجابا على مسار التاريخ، وبناء عليه فقد تم في السابق اختيار شخصيات شريرة كهتلر وموسيليني وستالين وكيم ايل سونغ وبول بوت كشخصيات العام بالعالم، وعليه ارى ان تنظيم داعش وزعيمه البغدادي يستحق ان يتم اختياره كشخصية العام 2015 ولربما لأعوام مقبلة مادامت جرائمه مستمرة دون ردع.

***

لم يشهد التاريخ قط منظمة إرهابية أكثر غموضا من داعش، او تنظيما إرهابيا ينجح في إسقاط هذا الكم من الضحايا الذي سنذكره في الفقرات اللاحقة وبهذا التوزيع الجغرافي الممتد من مشارق الأرض الى مغاربها وبأنماط مبتكرة في التوحش، كما لم يسبق لمنظمة إرهابية ان ساهمت في تدمير التراث الإنساني الخالد كما قامت بذلك «داعش»، أو أنشأت ميليشيات أكثر قوة وثراء من جيوش الدول الرسمية وبسطت سيطرتها على أغلب أراضي وثروات الدول رغم محاربة العالم أجمع لها!

***

مع بداية العام الحالي تم حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة ولاحقا تم عرض أساليب مختلفة لقتل أسرى «داعش« مثل وضعهم في أقفاص حديدية وإغراقهم بالماء، وتفجير أجسادهم والقتل العشوائي لركاب السيارات المارة على الطريق الدولي الذي يربط العراق بالشام، وفي الشهر نفسه تم الهجوم على فندق في ليبيا نتج عنه عشرات القتلى وتلاه هجوم على نقطة أمنية في سيناء نتج عنه 30 قتيلا وتم قطع رؤوس 21 قبطيا مصريا في ليبيا ثم هجوم على متحف باردو في تونس خلّف 23 قتيلا وتفجير مسجدين في صنعاء نتج عنه مقتل 137 مصليا وجرح 357 ثم تفجير انتحاري في جلال اباد في افغانستان أسقط عشرات القتلى.

***

وتفجير انتحاري في القديح بالسعودية وضحايا بالعشرات، وداعشي يقتل 38 سائحا في هجوم على منتجع سوسة في تونس ويليه انتحاري يفجر نفسه بمسجد الصادق بالكويت وعشرات الضحايا وتفجيران في أنقرة بتركيا وقرب الحدود مع سورية ومئات الضحايا والجرحى، وتفجيرات بالضاحية الجنوبية في بيروت نتج عنها 43 ضحية، وتفجير للطائرة الروسية في سيناء و220 ضحية، ثم سلسلة هجمات على عدة مواقع في باريس و136 قتيلا وأكثر من 300 جريح تليها بداية هذا الشهر مذبحة في سان بيرناردينو في ولاية كاليفورنيا و14 قتيلا و21 جريحا، والأرجح ان عمليات «داعش» الناجحة في عام 2016 وعدد ضحاياها لن يقل عن عدد عملياتها وضحاياها في عام 2015.

***

آخر محطة: سؤال ساذج: هل يمكن لمجاميع جاهلة متعصبة محدودة التفكير منعزلة في بادية العراق والشام أن تنجح في التخطيط وتنفيذ هذا الكم من العمليات الإرهابية والعسكرية الناجحة غير المسبوق في التاريخ؟! هذا سؤال عام 2015 وكل عام قادم مادامت العمليات الإرهابية الداعشية الناجحة مستمرة على مرأى ومسمع العالم أجمع!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *