كان الاتحاد السوفييتي بلدا مدججا بالسلاح النووي والتقليدي إلا ان اقتصاده الضعيف جعله اقرب إلى جندي ضخم رجله (أي اقتصاده) من الفخار، لذا سهل ضربه وكسر رجليه ـ لا كعبه فقط كحال ارخيل اليوناني ـ مما جعله يخسر اغلب حروبه الاقليمية ويسقط وتنفصل عنه جمهورياته والدول الحليفة التي كان يسيطر عليها.
***
وتفرض علوم الطبيعة ان يكون الكل اي الاتحاد السوفييتي اقوى كثيرا من الجزء الذي انفصل عنه اي روسيا الاتحادية، خاصة ان روسيا تواجه اوروبا الموحدة التي تضم اوروبا الشرقية، وأرجل السوفييت الفخارية اي الاقتصاد الضعيف التي ورثتها روسيا الاتحادية، الا ان العجيب ان روسيا بدأت تظهر انتصارات مذهلة على الغرب في اماكن النزاع والاختلاف واصبح حلفاؤها ينتصرون ويتوسعون، بينما حلفاء الغرب يتساقطون بالثورات الشعبية التي استخدمت سابقا في اوروبا الشرقية وكذلك في المعارك الحربية.
***
ويفترض ضمن ارقام الحسابات التي لا تخطئ بالعادة ان تنهزم روسيا الاتحادية الاقل عددا وعدة من الاتحاد السوفييتي وتنفصل الجمهوريات الروسية كما انفصلت الجمهوريات السوفييتية تحت ضغط كلفة الحروب وانخفاض اسعار النفط وبقاء الحصار الغربي على موسكو، الا ان شيئا من ذلك لم يحدث، بل تزداد روسيا (الجزء) قوة مع كل يوم يمر وتتوسع وتزداد معها شعبية القيصر بوتين الذي يظهر آخر استطلاع للرأي انه حصل على نسبة تأييد غير مسبوقة في تاريخ الروس وهي 89.9% بينما لا تزيد شعبية الرئيس الاميركي اوباما عن نصف تلك النسبة اي 45%.
***
آخر محطة:
(1) الحروب تحتاج الى من يمولها وقد يكون الممول الحقيقي لحروب روسيا هذه الايام اسعار النفط التي ارتفعت بشكل متواصل وحاد منذ وصول القيصر بوتين لرئاسة الحكومة وبعدها رئاسة الجمهورية قبل 15 عاما ومازالت ميزانية وزارة الدفاع الروسية اقرب للصندوق الاسود الذي لا يعلم احد ما في داخله كما ذكرت صحيفة الفايننشال تايمز في عدد 26 اكتوبر 2015.
(2) مازال الرئيس اوباما يرفض ميزانية الپنتاغون الاميركية المقدرة بـ 620 مليار دولار ويرى أنها لا داعي لها.