تفوق مساحة كوريا الشمالية البالغة 120 ألف كيلومتر مربع مساحة كوريا الجنوبية البالغة 100 الف كيلومتر مربع، كما ان عدد سكان كوريا الشمالية البالغ 25 مليون نسمة يبلغ نصف عدد سكان كوريا الجنوبية البالغ 50 مليونا، وكان الجزء الشمالي لكوريا ابان وحدتها هو المعروف بالانتاجية والعمل الجاد والثراء، الى ان تم تقسيم الكوريتين عام 1945 واتجه الشمال للماركسية الستالينية القائمة على عبادة الفرد والجنوب للنظام الليبرالي وللاقتصاد الحر، فانتهى الامر بمعدل دخل للفرد الشمالي يبلغ 621 دولارا وتفشي الطغيان والمجاعات بالشمال ونظام ديموقراطي بالجنوب يبلغ معدل دخل الفرد فيه 27 الف دولار.
***
فهم طاغية كوريا الشمالية كيم ايل سونغ تصريح وزير الخارجية الاميركية دين اتشيسون في نادي الصحافة القومي يناير 1950 بأنه لا توجد معاهدة دفاع اميركية ـ كورية جنوبية خطأ، فغزا كوريا الجنوبية واحتل عاصمتها، وقد قابل المندوب السوفييتي للامم المتحدة جاكوب مالك ذلك الخطأ بخطأ اكبر عندما انسحب من جلسة المجلس المخصصة لمناقشة الغزو الشمالي للجنوب بحجة وجود مندوب الصين الوطنية (فرموزا) معهم، فصدر قرار اممي تحت الفصل السابع بتحرير الجنوب، وكان بامكان المندوب ان يبقى على كرسيه ويستخدم حق النقض (الفيتو) ويغير مسار التاريخ.
***
وتحركت قوات الامم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة والجنرال الاميركي الاشهر دوغلاس ماكارثر الذي طلب من الرئيس ترومان قتل عصفورين بحجر، اي القضاء على كوريا الشمالية عبر ضرب الجسور القائمة على نهر يالو والتي يأتي منها الامداد الصيني للعدوان الشمالي بالاسلحة الذرية لاظهار السطوة والقوة ومعها غزو مقابل جوي وبحري وبري من فرموزا بقيادة الجنرال الصيني المخضرم شانغ كاي شنغ لبكين العاصمة الناشئة للطاغية الصيني الستاليني ماوتسي تونغ، وكان بامكان ذلك المقترح الذي رفضه الرئيس الاميركي وعزل على الفور الجنرال ماكارثر ان يغير وجه التاريخ وينهي الحكمين القمعيين في الصين وكوريا الشمالية.
***
لم يفهم الشعب الكوري الجنوبي بعد انتهاء الحرب الكورية عام 1953 ومثله شعوب شديدة الغباء ومنعدمة الكرامة كحال اليابانيين والانجليز والالمان ان ذلك التواجد العسكري هو احتلال يجب محاربته بالتفجير والتدمير والقتل والاغتيال كما حدث في العراق بعد العام 2003، بل ارتضوا به على انه تواجد عسكري لا احتلال، ومن قبل قوات صديقة صدرت لهم مع العسكر والقواعد التكنولوجية والمصانع وادوات المزارع، وفتحت الباب لهم للتصدير لاكبر واغنى سوق في العالم وهو السوق الاميركي، فاغتنت وانتعشت جميع تلك البلدان ونجحت الثوريات القومية ـ الاسلامية في تدمير العراق بحجة.. تحريره!
***
آخر محطة: (1) عرضت قناة «العربية» قبل ايام برنامجا وثائقيا عن السلطة والمال في كوريا الشمالية وما آل اليه الحال في عهد الامبراطور الحالي كيم جونغ اون اتضح من خلاله ان الشعب الكوري الشمالي يعاني من الفاقة والفقر والمجاعات بينما ينعم قائده ومن قبله والده وجده بحياة مترفة جدا، حيث يدخل في حسابه الخاص مليار دولار سنويا كعمولات بيع سلاح لمن يرغب ومنهم بالطبع داعش، وان سبب قتل زوج عمته ليس لأنه لم يصفق بما فيه الكفاية بل لأنه طلب من القائد الضرورة أن تستخدم اموال العمولات القادمة من حيث تعقد الصفقات في مكاو الصينية لاسعاد الشعب لا استعباده!
(2) معادلة شيوعية الشعوب وقمعها وافقارها ورأسمالية الحكام الذين يسعدون بالثراء الفاحش وافخر المساكن والقصور والمأكولات كانت قائمة على قدم وساق في عراق صدام وليبيا القذافي ويمن صالح.