يقول مثل إنجليزي شهير: «أسد يقود قطيعا من الخراف أفضل وأقوى بكثير من أسود يقودها خروف»، وهذا المثل بدلالته لا حرفيته بالطبع يصدّق عند مقارنة بعض الانظمة والشعوب الخليجية ببعض الانظمة والشعوب العربية، وما جرى في المنطقة خلال نصف القرن الماضي.
***
شعوب الحاضرة العربية لديها في الأغلب عمق حضاري يمتد بعضه الى آلاف السنين، كما أن النهضة الحديثة والمدارس والجامعات قائمة بها منذ قرون، إلا أن تسلم مقاليد الحكم فيها من قبل الانقلابيين العرب بعد هوجة الخمسينيات والستينيات وما بعدهما جعل بلدانهم وشعوبهم يعانون من المجاعات والفقر والظلم والضيم والهزائم العسكرية المخجلة والتهجير القسري للشعوب الى بلدان العالم المختلفة ومنها الدول الخليجية حتى انتهى الحال بتلك البلدان العربية الى أن تصبح بؤرا للارهاب وقطع الرقاب والقتل الوحشي الذي أعادها لعصور ما قبل التاريخ ولشرائع الغاب!
***
كانت أغلب الدول الخليجية لعقود قليلة ماضية دولا شديدة الفقر والجهل، حيث لا تملك المدارس والجامعات المتقدمة، إلا أن الادارة الحكيمة – لا الثروة النفطية الموجودة في أغلب الدول العربية المنكوبة – جعلتها من أكثر دول العالم تقدما وتطورا في مجال التنمية البشرية التي تعكسها مؤشرات التعليم والصحة والبيئة والتنمية العمرانية.. الخ، كما أصبحت قدوة في كيفية إدارة الخلافات والتباينات السياسية، فلا حروب ولا غزو ولا تفجير أو تدمير أو تهجير، بل التوحد عند التحدي أو الخطر وبذل الدم رخيصا للحفاظ على مصالح شعوبها ودولها، وما التحالف العربي باليمن إلا مثل يقتدى به.
***
آخر محطة: للتاريخ.. الفارق بين احتلال فلسطين واحتلال الكويت هو في طريقة تعامل أشقاء الاثنين مع تلك القضايا، في فلسطين كانت مطامع الأشقاء أكثر من مطامع الأعداء فضاعت القضية، وفي قضية الكويت سخرت الدول الخليجية الماء والأرض والسماء بكل إخلاص لعودة الكويت، فعادت خلال 6 أشهر، ولو تخاذلوا لبقيت القضية الى يومنا هذا.