استقبل خصوم التيار الإسلامي الوسطي من علمانيين وأرباب الفساد في الأسبوع الماضي ضربتين بالوجه، الأولى عندما فاز حزب أردوغان بانتخابات الإعادة في تركيا، وهم الذين كانوا يراهنون على سقوطه، بعد أن أنفقوا الملايين لمنع الأحزاب التركية من تشكيل حكومة ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية! والضربة الثانية عندما أعلن رئيس النظام المصري ـــ وقُبيل زيارته إلى المملكة المتحدة ـــ أنه لن ينفذ أحكام الإعدام في «الإخوان»، وأنه سيكون لهم دور في المجتمع المصري يحدده لهم الشعب! وذلك بعد أن رفضت إحدى المحاكم المصرية اعتبار «الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية.
هذا الصراع بين الحق والباطل سيستمر ما بقيت الحياة مستمرة، نحن كمسلمين في عقيدتنا أن الفوز في الدنيا والآخرة لنا بإذن الله تعالى، في الدنيا إما أن ننتصر «فَإ.نَّ ح.زْبَ الله. هُمُ الْغَال.بُونَ»، وإما نصبر على البلاء إلى أن يأتي النصر من الله «إ.نَّ الأَرْضَ لله. يُور.ثُهَا مَن يَشَاءُ م.نْ ع.بَاد.ه. وَالْعَاق.بَةُ ل.لْمُتَّق.ينَ»، وفي الآخرة سنكون بين يدي من لا يظلم مثقال ذرة سبحانه وتعالى «فَمَن يَعْمَلْ م.ثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ م.ثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ»!
• فُجع المجتمع الكويتي بالجريمة النكراء التي وقعت في منطقة حولي، وراح ضحيتها وافد من مصر دهساً تحت إطارات السيارة! وهذه الجريمة التي روعت الجميع لم نتعوّد عليها في هذا المجتمع الصغير الآمن، لذلك يجب أن يكون العقاب رادعاً ليكون عبرة للآخرين من المتهورين الذين يرون في أنفسهم استعلاءً على باقي الخلق! لكن بصراحة ساءتني ردات الفعل من جانب الأشقاء في مصر من رسميين وغيرهم، فالحكومة عندنا لن تتهاون في معاقبة كل المخطئين، ولم يكن هناك داعٍ لإثارة النفوس وإظهار الأحقاد الكامنة في القلوب، وتهديد كل الكويتيين الموجودين على أرض مصر بداعي الانتقام! لو كل واحد سيأخذ حقه وحق غيره بيده لانتشرت الفوضى وعمّ الخراب! ولكن لندع القانون يأخذ مجراه، كما فعل الكويتيون عندما شاهدوا كيف قتل المصري ابنتهم وأمها ودفنهما في البئر! فلم نسمع صيحات المطالبة بالثأر ولم نشاهد ظواهر الانتقام تعم وسائل التواصل الاجتماعي، ومما ساءنا أكثر ما صرحت به وزيرة الهجرة بأنها لن تقبل بأخذ العزاء بالمصري المقتول إلا بعد أخذ حقه! وكلنا شاهدها تتقبل العزاء في المصريين الذين قتلتهم إسرائيل داخل الأراضي المصرية من دون أن تنبس ببنت شفة!
أدعُ إخواني الكويتيين والمصريين إلى ضبط النفس وترك الأمور للسلطات المختصة تعالجها وفقاً للقانون، وعدم الاستماع إلى الدعوات الشاذة من هنا وهناك، حفاظاً على رباط الإخوة العربية والإسلامية الذي يرتبط به الشعبان الشقيقان!
• من المضحكات المبكيات: نائب في مجلس الأمة يقول إن «الإخوان» وراء تحريض المصريين للكويتيين (!!) وآخر يقول إن صلاة الاستسقاء التي دعا إليها «الإخوان» هي التي تسببت في غرق بعض المدن المصرية من مياه الأمطار!
عجيبون أيها «الإخوان».. حتى وأنتم وراء القضبان!