كل يوم عن يوم يزداد الشعور لدي بأننا نهدم كل ما هو جميل في الكويت! فإن كان البعض يرى جمال المجتمع في انتشار الرذيلة فيه ويسمي رؤيته للخمور والفجور بهجةً وفرحاً، فإننا نرى جماله في احترام كرامة الإنسان واحترام حقه في التعبير بحرية عمّا يجول في خاطره من دون خوف من قمع وتنكيل واضطهاد.
الدكتور النائب السابق حمد المطر إنسان متخصص في مجال البيئة والكيمياء العضوية وما شابه من العلوم، وإن تكلم فإنما يتكلم بعلم، وليس كالكثير من أعضاء مجلس «بوصوت» الذي يجيد «القراءة والكتابة»، مع الاحترام لأشخاصهم. الدكتور المطر ذكر ملاحظاته عمّا هو يعلم، وبعد بحث وتمحيص، ولخوفه على صحة المجتمع وسلامة المواطنين أثار موضوع تلوث الأسماك، وقال ما بدا له وبان من معلومات! إذن، حمد المطر لم يسب، ولم يشتم، ولم يتعدَّ على ذات مصونة، ولم يهدد العلاقات بين الكويت والدول الصديقة، كل ما ذكر ملاحظة علمية تبينت له بعد تجارب وأبحاث! إذن، لماذا يُحال إلى النيابة؟! وبأي تهمة؟! أنا تعودت أن أسمع عن إحالة المغردين إلى النيابة بسبب آرائهم السياسية، لكن لا يمكن أن أستوعب – وتحت أي حجة – إحالة دكتور متخصص بسبب آرائه الفنية والعلمية! الناس يتطورون في أبحاثهم ويتقدمون في اكتشافاتهم العلمية، ونحن كل يوم نتقدم إلى الوراء، ونرجع خطوة إلى الخلف!
* * *
بالأمس طالب بالخمور، وقال إنه من تراث آبائه وأجداده، وقبلها طالب بــ «البكيني» على الشواطئ العامة، واليوم قدم اقتراحاً يطالب فيه بالتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، مما يؤكد أنه من بيئة مختلفة عن بيئتنا وذو عادات لا تتجانس مع عاداتنا وتقاليدنا!
* * *
الزميل خليفة الخرافي يكتب في القبس يوم الجمعة، وأحرص على قراءة كتاباته لصراحته في إبداء أفكاره، ولعفويتها أحياناً، كما أنني أعشق ما ينشره من قصائد تراثية قديمة.
وقبل فترة كتب عن «الربيع العربي» عرضاً، وذكر ما معناه أن الفوضى والخراب كانا من نتائج هذا «الربيع»! والحقيقة التي أتمنى على الأخ أبو مساعد أن ينتبه إليها أن الثورات العربية جاءت لإزالة أنظمة القمع والطغيان وللبحث عن الحرية والكرامة، وقدمت لذلك ثمناً باهظاً، حيث سالت دماء وسقط شهداء من أجل هذه الحرية وهذه الكرامة، لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟! جئنا – مع الأسف – من بعض الدول فازعين لهذه الدكتاتوريات التي هالنا سقوطها، ما تسبب في إفشال هذا الإنجاز العظيم لهذه الشعوب المغلوبة على أمرها، وجعلنا إنجازها انتكاسة وحريتها دماراً واستقرارها فوضى! وها هو إعلامنا يتفاخر بإعادة «الفلول» إلى الواجهة من جديد، ويسمي ذلك انتصاراً! إذن نحن – برأيي – بتدخلنا من جعلنا هذه الثورات العربية خراباً، ومن حوّلنا «ربيعها» خريفاً!