في العام 1958 وفي عز الحرب الباردة صدرت رواية سياسية أميركية اسمها «الأميركي القبيح» لاقت صدى واسعا وتحولت لاحقا الى فيلم سينمائي وبها نقد لاذع للساسة والديبلوماسيين الأميركيين، وأن تكبرهم وجهلهم يتسبب في فقد أميركا دعم وتعاطف شعوب العالم الأخرى وان هؤلاء لا يمثلون طيبة وتواضع الشعب الأميركي في الداخل، ويقال ان الرئيس جون كينيدي بعث بنسخة من الكتاب إلى البرلمانيين والساسة والديبلوماسيين الأميركيين يحثهم على تغيير تصرفاتهم وتصريحاتهم!
***
ظهر المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يمثل الوجه القبيح لأميركا والذي لا يعكس حقيقتها المتسامحة في لقاء مفتوح مع الناخبين وقد طرح عليه أحد الجالسين وجهة نظر تعميمية تظهر ان كل المسلمين أشرار وان لديهم معسكرات تدريب للإضرار بأميركا وبدلا من رفض تلك الصورة النمطية الخاطئة خاصة أن هناك ملايين الاميركيين ممن يعتنقون الإسلام في أميركا ومليارات خارجها ممن لديهم مصالح مشتركة مع بلده، ظهر ترامب كأنه موافق على ذلك التعميم الكارثي ووعد بالنظر فيما يمكن عمله نحوه!
***
وتذكر المتابعون السياسيون موقفا مشابها حدث للمرشح الجمهوري جون ماكين عام 2008 عندما اتهمت إحدى العجائز منافسه باراك أوباما بأنه عربي شرير فرفض على الفور ماكين ما قالته ذاكرا لها إن أوباما هو رجل عائلة طيب أختلف معه في وجهات النظر حول قضايا كثيرة «هل يعني هذا ان العربي لا يمكن ان يكون رجل عائلة طيبا؟».
***
وفي المناظرة الأخيرة بين مرشحي الرئاسة من الحزب الجمهوري اتضح أن دونالد ترامب لا يفقه شيئا عن السياسة الخارجية الأميركية المنوطة حسب الدستور الأميركي بالرئيس، كما ظل يكرر آراءه المدغدغة والمفرقة تجاه المهاجرين لأميركا، كما أنه يتخذ مواقف حادة ضد الدول المسلمة والعربية والخليجية، وواضح أن أخطاء الرئيس جورج بوش الابن تصبح شيئا لا يذكر أمام الأخطاء الفادحة التي ستحدث مع وصول «الأميركي القبيح» دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة وهو أمر شديد الاحتمال ليزيد من طيننا بلة ومن حرائقنا اشتعالا.
***
آخر محطة: 1- تسبب جهل الرئيس جورج بوش الابن الأقل سوءا وجهلا من دونالد ترامب في إفلاس أميركا عام 2008 وانهيار مؤسساتها الاقتصادية الكبرى بعد أن كانت تتمتع بأكبر فائض في تاريخها تحقق على يد الرئيس بيل كلينتون زوج المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون الذي سيكون له دور مؤثر غير معلن حال انتخابها. وللعلم المرشح دونالد ترامب أعلن إفلاسه أربع مرات ولنا أن نتصور ما سيحدث للاقتصاد الاميركي حال انتخابه!
2- رد جون ماكين على العجوز يظهر انه رجل دولة، ورد دونالد ترامب على من سأله يظهر أنه رجل سياسة يضحي بالسلم الاجتماعي في أميركا لمصلحة الفوز بصناديق الانتخابات القادمة!
3 – قبح ووقاحة المرشح الرئاسي دونالد ترامب وصلا إلى حد طلبه عام 2011 من الرئيس أوباما شهادة ميلاده، وقبل أشهر ذكر أن جون ماكين ليس بطلا كما يسميه الشعب الأميركي بسبب أسره في فيتنام لسنوات، بل هو – حسب قوله – مجرد أسير أميركي آخر!