ويليام والاس ابن أحد ملاك الأراضي الصغار في اسكتلندا عندما احتل الإنكليز وطنه بقيادة الملك “أدوارد الأول”- والذي من شدة سحقه لأهل “السكوتش” -أطلقوا عليه لقب..”مطرقة الاسكتلنديين!” حدث ذلك قبل أكثر من ثمانمئة سنة عندما قاد “المناضل والاس” حرب تحرير شعبية ضد “المحتل الإنكليزي” حتى سقط بين أيادي أعدائه -كما حدث مع غيفارا والليندي- فعذبوه بقطع خصيتيه أولا ثم بقروا بطنه وأخرجوا أحشاءه وأحرقوها أمامه حتى يعلن ندمه وتوبته لكنه لم يفعل، فقطعوا رقبته وعلقوها على جسر لندن!
كان يريد استقلال بلاده اسكتلندا وخروج المستعمر الإنكليزي ليصبح هناك في هذا العالم الفسيح “جنسية اسكتلندية وعملة اسكتلندية وجواز سفر اسكتلندي” لكنه مات قبل تحقيق هذا الحلم! خلال الثماني والأربعين ساعة القادمة سيذهب شعب اسكتلندا إلى الاستفتاء على تحقيق حلم “ويليام والاس” أو.. البقاء تحت حكم أحفاد “المطرقة أدوارد الأول!”.
قبل سنوات،”انتفض” شعب “كيوبيك” الناطق بالفرنسية وسط “مملكة كندا البريطانية” الناطقة بالإنكليزية، وتعالت الأصوات الانفصالية تدعو إلى استقلال الإقليم واعتباره دولة داخل الدولة، وتوجه أهلها إلى صناديق الانتخاب للاختيار بين رئيس وزراء محلي مؤيد للانفصال وآخر معارض له.. فاختاروا المعارض! ولأنهم شعب “ذاق حلاوة المحتل الإنكليزي فرفض أن يتركه!”.
تعلمنا من قصص وبطولات الآباء والأجداد من “عنابة” في الجزائر إلى صلالة في عمان بأن قتال المستعمر واجب، وبأنه فرض عيني، “والاستقلال التام أو الموت الزؤام” و”ويا عزيز.. ياعزيز كبهة تأخذ الإنكليز”، و.. دارت الأيام والسنوات والعقود، وصرنا نتوسل البريطاني أن يعود إلى التدخل في شؤوننا لينقذنا من أنفسنا وأشقائنا! صرنا نلح على الأميركيين ألا يتركوا تراب أوطاننا بل يأخذونه حلالا بلالا، بل وندفع لهم ثمن علب الكلينيكس التي يتمخط بها جنودهم إن دخلت إلى أنوفهم ذرات رمال.. صحارينا! والآن؟ هل يمكن أن نتخيل ديفيد كاميرون وهو يعلن عبر الـ”بي-بي-سي” إن..”اسكتلندا -إلنا” ثم يرسل عشرة الآف دبابة ومئة طائرة ومليون جندي ليجتاز “حدوده” معها معلنا إياها المحافظة “التاسعة عشرة” لبريطانيا، فيصرخ رئيس منظمة “التحرير الإيرلندية” من ماناغاوا عاصمة نيكاراغوا قائلا: “مرحى.. مرحى.. بالحرب” ، فيلحقه ملك أسبانيا مؤيدا وصارخا: “هذه اسكتلندا.. أرض الضمأ والويسكي والكونياك المحترق” فتنتفخ أوداج كاميرون ويخطب في البرلمان مهللا: “عدنا إلى أرض أجدادنا، وليخسأ أحفاد ويليام والاس الخاسئون!”.
لو كان الراحل والاس عربيا لندم على نضاله وكفاحه وقتاله لأنه -فقط- خسر.. خصيتيه!