قروض البنوك
في الوقت الحالي، يعيش العالم حالة مستمرة من النمو الضعيف، مما يؤدي الى تحقيق عوائد وأرباح محدودة على الاستثمارات بأنواعها بشكل عام، العائد على سندات الحكومة الأميركية هو حالياً بحدود %2 سنوياً، لذلك يجب استخدام اموال إضافية كديون لتحقيق عائد اعلى.
ويقوم اغلب المستثمرين في العقار والشركات الخاصة باستخدام الديون لتعزيز العائد، ولا يجب ان تكون نسبة الديون مرتفعة جداً، ممايزيد نسب المخاطرة، الهدف هنا هو زيادة فعالية الاستثمار وليس المخاطرة.
الصناديق الاستثمارية
تقوم شركات الملكية الخاصة (private equity) باستخدام ديون البنوك في اغلب الحالات، والدين المناسب يمثل ثلثي القيمة المستثمرة والثلث الأخير يكون عن طريق اسهم، لذلك تحقق هذه الشركات عائدا يصل الى %20 وهو العائد الذي يتوقعه المستثمرون في تلك الصناديق، وعدم استخدام الدين يؤثر سلبا في العائد ولا يتعدى %10.
شركات التأمين
يدفع المؤمن عليه مبلغا محددا لشركة التأمين، ثم تستثمر شركة التأمين المبلغ وتدفعه للمؤمن عليه في حال الحوادث، هذه العملية تجعل شركة التأمين مثل بنك يتسلم اموال المودعين وتوزيعها بينهم في نهاية السنة حسب الحاجة في حال الحوادث، وتعتبر هذه المبالغ مثل الديون، وتؤدي الى مساعدة شركات التأمين بتحقيق أرباح جيدة على المبلغ المستثمر .
والكثير من الشركات القابضة تمتلك شركات تأمين التي توفر السيولة لها وتعتبر كنوع من التمويل، لذلك نجد ان شركة Berkshire Hathaway هي في الواقع شركة تأمين، وقد استخدمت هذه الشركة الأموال الناتجة من عمليات التمويل للاستثمار في اسهم وشركات على مدى سنوات، واستطاعت تحقيق عائد اعلى من الشركات القابضة الاخرى.
التمويل غير التقليدي
وهناك طرق مختلفة لاستخدام التمويل غير التقليدي، مثل بيع المشتقات المالية وتحصيل الأموال واستثمارها، ويعتبر هذا النوع من التمويل خطرا جداً اذا لم يتم فهم آلية المشتقات والتي أدت الى انهيار بنك الخليج.
ومن المثير هو ان شركة Berkshire Hathaway ، قامت في سنة 2007 باستلام 5 مليارات دولار ، مقابل ضمان عقد بيع على مؤشر الاسهم الاميركية وينتهي في سنة 2019، وبموجب هذا العقد ترتب على الشركة خسارة دفترية سنة 2009 لكن غير واجبة الدفع بقيمة 10 مليارات دولار .
لكن المؤشر ارتفع بعدها ليصل الى اعلى المستويات في تاريخه، وقد حققت الشركة ربحا دفتريا بقيمة مليار دولار السنة الماضية، وخلال تلك الفترة تستطيع الشركة استثمار المبلغ حتى تاريخ انتهاء العقد بعد 4 سنوات، ويعتبر هذا النوع من المشتقات المالية تمويلا غير تقليدي.
الضرر من عدم استخدام الديون
عدم استخدام الديون يجعل العائد متدنيا باستمرار ، ويفقد المستثمر أرباحا كان من الممكن تحقيقها، ومع الوقت يبدأ المستثمرون المنافسون بأخذ الفرص الاستثمارية، فيما تقل الفرص الاستثمارية المتاحة، ونمو رأس المال يكون اقل من المؤشرات المنافسة.
وهنا نشير الى ان بعض الشركات تستخدم ديونا قصيرة الأجل لتمويل استثمارات طويلة الأجل، وهذا النوع من التمويل هو الذي افلست بسببه شركات عديدة من الشركات الاستثمارية في الفترة الماضية، لذلك يوجد ضرر أيضاً في حال استخدام تمويل غير مناسب لطبيعة عمل الشركة.
• التوصية
على المسؤولين وضع نظام تمويل يتناسب مع طبيعة عملهم، ويجب عليهم دراسة التمويل بشكل كاف، ويجب ايضا وضع هدف للعائد المطلوب والفترة المتوقعة للاستثمار ثم تحديد التمويل المناسب.
آخر مقالات الكاتب:
- مجموعة الشايع نموذج نجاح كويتي.. عالمي
- إدارة الأموال العامة وضبط المصروفات
- ملاحظات على إدارة الدين العام
- تطبيق دعم العمالة على جميع الشركات المحلية
- كيف ندمر ٣٠ ألف فرصة عمل؟!
- اقتراحات إضافية لمشروع قانون الإعسار والإفلاس
- كيف نخلق 25 ألف فرصة عمل سنوياً؟
- «من شراك باعك»
- هذه هي تحديات الكويت الاقتصادية
- وقع المحظور الذي حذَّرنا منه