لكل باحث أو محلل سياسي هناك استراتيجية يضعها لخطابه الموجه، إن كان لأنصاره أو للجمهور الذي يود أن يكسبهم بصفه للوصول الى هدف يخدم مشروعه السياسي.
نقول هذا بعد ما أطل علينا أمين عام حزب الله اللبناني في الايام السابقة في أكثر من لقاء، خاصة بعد عملية عاصفة الحزم بقيادة دول مجلس التعاون الخليجي، لحماية الشرعية اليمنية من منطق الميليشيات، الذي كاد أن يستحلّ اليمن وشعبه العزيز. ولو قرأنا وبكل موضوعية المنطق الذي يتبعه حسن نصر الله، لرأينا العجب من هذا المنطق العقيم! فهو عندما أعلن دخوله لمساندة النظام السوري كان يستند إلى ثلاثة اسباب:
الأول: ان هذا النظام شرعي ومنتخب من الشعب السوري! (وجميعنا يعرف كيف كانت تتم الانتخابات في عهد النظام السوري).
أما السبب الثاني فهو لا يجوز إسقاط نظام منتخب من الشعب وفق منظوره وبقوة السلاح! (مع العلم أن التحركات الشعبية السورية استمرت 8 شهور من غير أن تحمل السلاح أو تطلق رصاصة واحدة)، أما السبب الأخير فهو أن قوات المعارضة مدعومة من الخارج!
ولو قرأنا هذا المنطق، الذي كان يعتمده امين عام حزب الله في سوريا، ونقلناه الى الوضع اليمني، لتطابق جميع ما كان يرفعه من شعارات بالوضع اليمني، ولكن مع الرئيس الشرعي عبدربه منصور، فهو منتخب عبر انتخابات نزيهة وشفافة، بعكس الرئيس الذي ما زال يدعمه!
وأما أنه لا يجوز اسقاط النظام بقوة السلاح فها نحن الآن بعملية إعادة الأمل للشعب اليمني، والتي سبقتها عاصفة الحزم نطبق هذه القاعدة وأنت تدعم ما كنت ترفضه في سوريا!
وأما الدعم الخارجي فالاتفاقيات التي وقعها الحوثي مع ايران، كما تردد، من غير الرجوع للشعب اليمني او ممثليه، بعد أن استحلوا صنعاء وتهديدات قياداتهم لدول الخليج والمملكة العربية السعودية بالأخص، هي دليل واضح على من هو المدعوم من الخارج!
وهذا الطرح السياسي الذي يعتمده حسن نصرالله هو تناقض واضح في المواقف بين الأمس واليوم!
ولكن لهذه الازدواجية بالمعايير لها أسبابها، فالذي أمره بالتوجه إلى سوريا هو نفسه، الذي جعله يفعل كل شيء لإنقاذ أنصارهم في اليمن، ولن يستطيعوا بإذن الله.