في بداية مشوار المرحلة المدرسية وضعت شروط لفئة غير محددي الجنسية إن كانوا راغبين في الدراسة بالمدارس الحكومية وهي شروط معروفة، إما أن تكون الأم كويتية الجنسية أو الأب عسكري، لذلك يضط من لم توافيهم هذه الشروط الاتجاه للمدارس الخاصة، و ما أدراك ما قيمة الدخول لهذه المدارس، حيث يتجه الكثير من الآباء والأمهات من غير محددي الجنسية أن يتخلوا عن طموح أحد أبنائهم وتفضيل الآخر للدراسة وذلك للمصاريف الهائلة لهذه المدارس التي أحياناً لا يقدر عليها حتى المواطن الكويتي.
نتجه بعدها إلى ما بعد التخرج، وهي المرحلة المنتظرة التي لطالما ترقبها الطلاب بكل مافيهم من شغف وخوف، فبعد تخرجهم تأتيهم الصاعقة؛ هل الأم كويتية؟ هل الأب عسكري؟ هل أنت من حملة إحصاء عام 1965 أم لا؟ فإذا كانت إجابتك عزيزي الطالب ب«لا»، أعذرنا فلا تستحق التعليم، السبب؟ لأنك «بدون»، لكن لديك فرصة للتعليم وذلك من فضل ربي! و كالعادة ضمن شروط، أن تكون نسبتك في الثانوية العامة تزيد عن 95%، فهنا من الممكن أن تكمل دراستك في الخارج إن توفرت لديك القروش.
وفي بادرة إنسانية، أصدر وزير التربية والتعليم – عيسى العيسى – مشكوراً بقرار قبول جميع المتفوقين من البدون في جامعة الكويت، لكن هنا السؤال: ماذا بعد الشهادة؟
بعد تخرج طالبنا المكلوم من الجامعة أو التطبيقي يذهب إلى الجهاز المركزي وذلك لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، أي كونه «بدون» ويقدم أوراقه هناك وبعدها مثل ماتعود طالبنا العزيز، انتظر لنرى هل تستوفي شروطنا أم لا؟
أم كويتية؟ أب عسكري؟ حملة إحصاء عام 1965؟ لكن انتظر إن كان والدك عسكرياً هل شارك في تحرير الكويت أم لا؟
والمضحك بالأمر، لفت انتباهي وجود زميلات لي في الكلية من الدول التي ساندت صدام حسين آنذاك في غزو الكويت.
نرجع إلى أين يا شهادتي الجامعية؟
فبعد مرور شهادتهم إلى الجهاز المركزي ورفضهم التوظيف في القطاع الحكومي، يأتي المنال الأخير «القطاع الخاص».
قصة القطاع الخاص ظريفة جداً وغير مملة وذلك لبساطتها، بكل شفافية لديك خبرة؟ لا، إذن عليك إما أن تكون في خدمة العملاء بشركات الإتصال أو رجل أمن في مجمع تجاري وما بين هذا وذاك، لديك كافة الحرية في الاختيار.
س : شهادتي الجامعية إلى أين؟
ج : إلى الأرفف