إنَّا لله وإنا إليه راجعون، تمر الكويت في ظروف صعبه للغاية، حادث إرهابي لم تتعود عليه بلد الصداقة والسلام، أبرياء يموتون ويجرحون، أنه باختصار الارهاب الذي لا دين له، حصد الأرواح وسعى إلى الخراب دون أن يصل إلى هدف مقنع من وراء ذلك العمل الذي لا أجد له وصف إلا بالخسيس.
ولكن في خضم هذه الأحداث بدأت أفكر وأحلل، نحن دولة صغيرة يمكننا السيطرة والتحكم بأوضاعها الأمنية، فلماذا لم نستطيع فعل ذلك؟ هنا مربط الفرس، بكل أسف أقولها وأنا متألم أننا أكثر دول الخليج إنكاشافا، وضعفا، وهوانا، لأن مؤسستنا الأمنية والإعلامية والفكرية تعاني من تخلف واضح، وأداء متردي، واساليب إدارية قديمة لا تصلح لإدارة المرحلة، قيادات مؤسسية غير مؤهله عينت أما بمحسوبية أو بفعل الصدفة البيولوجية، لا سياسات وقائية تستخدم لحماية المجتمع من الظواهر السلبية، لا سيما الارهاب منها، هل تعلم المؤسسة الأمنية أن هناك أساليب حماية وقائية، وهناك ما يعرف بأسلوب التوقعات، ورسم السيناريوهات، والمحاكاة، هل هذه الأساليب مستخدمة في إدارة المخاطر والحماية الأمنية في حالة بروز خطر مثل خطر الإرهاب. أين دور الاعلام في تغطية الأحداث، وابتكار البرامج الهادفة لتعزيز الوسطية، اين دورها في عقد الندوات والمحاضرات والمشاريع التوعوية الفعالة المؤثرة على المجتمع، ان مؤسستنا الإعلامية كانت في الفترة الاخيرة مشغولة في إغلاق القنوات والصحف تنفيذا لمشروع تكميم الأفواه الذي أقرته السلطة عقابا للشعب كما فعلت من قبلها المؤسسة الامنية من ملاحقات المغردين وشباب الحراك والمعارضة في حين ان الإرهابيين يرسمون خططهم ويحددون مواقع التفجير.
بكل اسف لدينا مراكز فكريه ضعيفه لا تتمتع بالكفاءة والفعالية في أداء أدوارها في نشر الفكر المعتدل، لا يوجد لدينا أيضا مركز وطني لإدارة مثل هذه الأزمات، لان بعض الوزراء يعتبرون أنفسهم لديهم المعرفة والقدرة على التفكير اكثر من المتخصصين واصحاب العلم.
بكل أسف هذا حال مؤسساتنا فشل في فشل، فاقده للقدرة في إدارة الأحداث، وحماية المجتمع من المخاطر والأزمات، حطموا الحلم التنموي، عززوا أُطر الفساد، إنجازات مفقودة … والضحية الشعب. فياترى متى نحاسبكم على فشلكم هذا؟!! أصلحوا انفسكم اثابكم الله…
لقد اسمعت لو ناديت حيّا
ولكن لا حياة لمن تنادي