“يقولون ليس الوقت مناسباً لنقد أصحاب خطاب الكراهية… هل من خطط ونفذ العمل الإرهابي كان يقرأ مجلات ماجد وسيدتي؟ العنف والدمار حصاد ما زرعت كلماتهم!”.
الكلمات السابقة كانت “تغريدة” لمحمد العجمي (أبو عسم) النزيل شبه الدائم للسجن في قضايا الرأي، وهي تعبر بصدق عن واقعنا اليوم بعد مذبحة مسجد الإمام الصادق، وطالما ظل هذا الخطاب سائداً عند الكثيرين من دين ومذهب الأغلبية فلنتوقع مزيداً من جرائم الإرهاب ومزيداً من دماء الأبرياء.
خطاب الكراهية يقوم على فكرة تفوق كاذب من أصحاب الخطاب على الغير، هو خطاب نرجسي أناني يتصور أصحابه أنهم أفضل من غيرهم في فكرهم وعقيدتهم، وأنهم بحكم “تفوقهم” وتعاليهم يحق لهم استعباد ونفي وقتل غيرهم، بهذا يكون خطاب الكراهية فاشياً ونازياً بجوهره، ومثلما صنع النازيون مع الأمم الأخرى يصنع مثلهم دعاة خطاب الكراهية، وإذا كان هؤلاء الدعاة لا يملكون علوم وتقنية النازيين الفاشستيين إلا أنهم وبعون “الخيرين” تملكوا الأحزمة الناسفة ليبطشوا بضحاياهم الأبرياء.
سمعت وقرأت بكل قرف ذلك الأستاذ والأكاديمي الشهير، الذي يتابعه عشرات الآلاف من جماهير “القطيع”، وهو يتحدث عن “الصفوية” ومؤامراتها، وكيف قدم ذلك الشيخ “الشيعي سباحة تهريب” للكويت!! يتذرع ذلك الأستاذ الأكاديمي بنقده للسياسة الإيرانية فقط بخطابه المزري، بينما هو حقيقة يظهر لنا أبشع صور خطاب الكراهية المتعالي لأتباع المذهب الشيعي. وشاهدنا صوراً كثيرة لمثل هذا الخطاب عند نواب سابقين وحاليين ومتصدرين للعمل السياسي بالدولة، هم يظهرون واقع الاستقطابات المذهبية في الدولة، يغذون بسموم فكرهم الضحل أتباعهم من شباب الجهل والحماقة والذين رصيدهم صفر في الثقافة والوعي الإنساني كي ننتهي بمثل ما حدث يوم الجمعة الحزين.
هناك ظروف تاريخية عميقة وأسباب كثيرة تفسر تكاثر ميكروب داعش ومن على شاكلته في الجسد العربي الإسلامي، وليس لنا أن نناقشها الآن بعد مذبحة مسجد الإمام الصادق، ولا يمكن لنا اليوم غير أن نطلب من منظري خطابات الكراهية من أكاديميين وسياسيين وكتاب، أو كانوا متطفلين في عوالم التواصل الاجتماعي غير أن يصمتوا الآن وللأبد، ويتوقفوا عن فتل عضلاتهم الطائفية، فحروف كلماتهم أضحت سهاماً قاتلة في أجساد الأبرياء.