بدءاً، عظم الله أجر الجميع، ورحم الشهداء، وشافى المصابين، وألهم الكويت ومن يحبها الصبر، بعد هذه الفاجعة الكبيرة، التي نفذتها كائنات حقيرة، تحمل عقولاً صدئة خاوية، وأرواحاً منتنة. وإلا كيف يتباهى “الدواعش” بشجاعة خنزيرهم، وهو الذي لم يواجه “أعداءه” من أمامهم، بل جاء من خلفهم، غدراً، مستغلاً سجودهم لربهم، لينفذ عمليته الجبانة، قبل أن يتباهى شركاؤه بشجاعته!
وبالتأكيد، حديثنا اليوم، والدماء ما زالت تنزف، والدموع ما زالت تنهمر، والآهات ما زالت ترتفع، سيكون مختلفاً عن حديثنا بعد أن تذهب سكرة الألم وصدمة الخبر، وتأتي “الفكرة”. فاليوم سنحتضن أهالي الشهداء والمصابين، وسيعزّي بعضنا بعضاً، وسنصطف معاً في وجه الخنزير الإرهابي “الموحّد”، كما سمى نفسه، وحظيرته من خلفه، ونقول بصوت واحد: “بالفعل، لقد وحّدنا هذا الموقف رغم اختلافاتنا التي لن نكابر بادعاء عدم وجودها”.
وأصابعنا التي تشير إلى موقع الكارثة، هي ذات الأصابع التي تشير إلى “بنك الدم” والتزاحم الذي حدث أمام بابه، إلى الدرجة التي دفعت قياداته إلى إعلان الاكتفاء في وقت مبكر، وهي ذات الأصابع التي امتدت لتربت على أكتاف المكلومين، وهي ذات الأصابع التي كتبت في مواقع التواصل الاجتماعي، مخاطبة “داعش” وخنازيره: “لن تهزمونا”.
اليوم عزاء، وبعد العزاء لنا حديث… عظّم الله أجوركم، والحمد لله على كل حال.