يتقصد البعض تدمير بيوت الناس بروح شيطانية خبيثة، يتجاوز الحدود غير مكترث لا برادع ديني ولا بتجريم قانوني ولا يحزنون. لا في شهر رمضان المبارك ولا في سائر شهور السنة، بيد أن للشهر الفضيل أثره في النفوس، حتى تلك الخبيثة، ما يجعل دور الإعلام والخطاب الديني والاجتماعي مهماً لتوعية الناس مما يهدد المجتمع من مخاطر، وهنا بضع حكايات مؤلمة لنقرأها ونتأمل.
*يحدثني أحد القراء عمّا حدث لزوجته ومجموعة من صديقاتها بعد أن تعرض هاتفها الجوال للسرقة، فذلك السارق الخبيث الذي يعرف الحلال ويفعل الحرام، تمكن بالطبع من محتويات الهاتف، وفيه صور ومقاطع فيديو وما إلى ذلك، ولم يكتف بسرقة الهاتف والسلام، بل راح ينشر مقاطع الفيديو الخاصة لزوجته والمحجبة وصديقاتها في عدة مواقع ومنها حفلة عيد ميلاد في إحدى برك السباحة.
بالطبع، فإن من الواجب الحذر من الاحتفاظ بالصور والمقاطع الخاصة في الهواتف النقالة، خصوصاً بالنسبة للنساء والبنات، ومع ذلك، فإن المعلومة الأيسر والأسهل التي تتكرر ولا تدخل آذان البعض: «لا تحتفظوا في هواتفكن النقالة بصور ومقاطع فيديو خاصة»، لكن الكثير من النساء والبنات لا يكترثن ثم يولولن بعد ذلك! على الأقل، كان بالإمكان استخدام قفل الهاتف، لكن الموضوع الأهم هو أن المجتمع البحريني يعاني من شراذم من الناس التي فقدت كل قيم الإنسانية والدين والأخلاق، وكلما ازدادت هذه النوعية في المجتمع بلا رادع شديد يوقفها عند حدها، كلما تعرضنا لمصائب أكثر على أيديهم فهو جراثيم مدمرة.
*سيدة بحرينية من أصول عربية، تطلقت من مواطن تعهد أمام القاضي أن يلتزم بالنفقة وتوفير مكان لها ولعياله الأربعة منها، ومن شدة رجولة ذلك المواطن، ومن قوة نفوذه بدعم من (بعض المشايخ) وبعض مرافقي من يسمون أنفسهم خطباء وعلماء، فإنه وجد في إشفاء غليله أن ينتقم من طليقته ومن عياله بمنع دفع النفقة عنهم، بل وبالتقدم بطلب استئناف لتقليل النفقة!
والمعروف عن هذا الشخص، أنه مواطن مقتدر أنعم الله عليه بالخير، إلا أنه بعناد كريه، يصر على أن يضع عياله، وطليقته أمهم تحت المعاناة الشديدة، حتى في شهر رمضان المبارك. وبالإطلاع على أوراق القضية، فإن هذا المواطن التزم بدفع النفقة وكسوة العيد ونفقات العام الدراسي الجديد، وبالفعل، هو شخص يجالس المشايخ والعلماء ويبدو أمام الناس في مظهر ولي من أولياء الله الصالحين، وفي بيته يأخذ دوره الحقيقي… إبليس الرجيم.
*هل يمكن تخمين عدد البيوت والأسر التي تهدمت وضاعت بسبب ما يقوم به بعض الخبيثين من فبركة وتزوير وتركيب صور على صور واستخدام تقنيات التصميم الإلكتروني الحديثة في إلحاق الأذى بالناس؟ لا نستطيع بالطبع تخمين العدد، ولا نستطيع معرفة من يفعل ذلك الفعل الشنيع، لكنهم موجودون قطعاً، ومن مختلف الأعمار بطبيعة الحال. فهذا مواطن وجد صور ابنته في ليلة زفافها وقد تم تركيبها في أوضاع مختلفة وأصبح الكثيرون يتناقلونها عبر وسائل التواصل، وهو يتساءل إلى الآن: «لماذا فعل ذلك المجهول ما فعل؟ وما هو هدفه؟».
بالطبع، فإن ذلك المجهول هدفه دون شك، لا يعلمه إلا الله سبحانه، ولأن الله جل وعلا مطلع على أفعال عباده، ثق أن وبال ما صنعت يده سيعود عليه. والحقيقة المؤلمة يا جماعة الخير، ولنكن صريحين، فالإشارة إلى كلمة (كما وصلني) لا تعفينا من المسئولية الدينية الشرعية والأخلاقية والإنسانية من الوقوع في شباك التشهير والإساءة إلى الناس.
*لا يزال البعض يستخدم الدوائر الحمراء الخبيثة، ولا يزال يعبّر عن ما في مكنون نفسه من دناءة وخبث، وهناك من لا يستطيع العيش إلا في الطائفية وقذارتها، وفي التكفير وقذارته، ولا يزال أولئك الساقطون ينشرون في وسائل التواصل والمواقع الإلكترونية وكل الوسائط الجديدة التي يتمكنون منها، هجوماً وتشهيراً وشتائم وافتراءاتٍ على شخصيات ومواطنين ومواطنات. بالطبع، تحت مقدمة لا تقل خبثاً عن فاعلها: «كما وصلني»! ولا أدري إلى متى سيستمر الناس في نشر كل ما يضر بهم وبالآخرين تحت كلمة: «كما وصلني».